كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم
منها أنه ورد نصّا عن (¬1) ابن كثير أنه إذا انتهى فى آخر الختمة إلى سورة الناس قرأ الفاتحة وخمس آيات من [أول] (¬2) البقرة على عدد الكوفيين هو إلى المفلحون [البقرة:
5] [وفاعل هذا يسمى: الحالّ المرتحل] (¬3).
قال الدانى: ولابن كثير فى فعله هذا دلائل (¬4) من آثار مروية ورد التوقيف فيها عن النبى صلّى الله عليه وسلّم وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة، والتابعين، والخالفين.
ثم قال: قرأت به على عبد العزيز، ثم ساق سنده إلى البزى إلى ابن عباس عن أبى بن كعب- رضى الله عنهما- عن النبى صلّى الله عليه وسلّم أنه كان إذا قرأ «قل أعوذ برب الناس» افتتح من «الحمد» ثم قرأ من البقرة إلى وأولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة، ثم قام (¬5).
وساق الحافظ أبو العلاء فى آخر «مفرداته» طرقا كثيرة لهذا الحديث ليس هذا موضع ذكرها وصار العمل على هذا (¬6) فى جميع الأمصار فى رواية ابن كثير وغيرها حتى لا يكاد أحد يختم ختمة إلا شرع فى الأخرى سواء ختم ما شرع فيها [أم لا، نوى ختمها] (¬7) أم لا، بل جعل ذلك عندهم سنة الختم يسمون فاعل هذا: الحال (¬8) المرتحل، أى: الذى حل فى قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى.
وقال السخاوى وجماعة: أى: الذى يحل فى ختمة عند فراغه من [أخرى] (¬9) مراحل هذا الحديث فى «جامع الترمذى» عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رجل:
يا رسول الله، أى العمل أحب إلى الله؟ قال: «الحالّ المرتحل» (¬10) [أى: عمل
¬_________
(¬1) فى ز: على.
(¬2) سقط فى ص.
(¬3) زيادة من م، ص.
(¬4) فى ص: دليل.
(¬5) فى م، ص: قال.
(¬6) فى م، ص: العمل بها على هذا.
(¬7) سقط فى م، ص.
(¬8) فى ص: ذلك عندهم الحال.
(¬9) سقط فى م، ص.
(¬10) أخرجه الترمذى (5/ 63) كتاب القراءات (2948) والطبرانى فى الكبير (12783) وأبو نعيم فى الحلية (6/ 174) والمزى فى تهذيب الكمال (30/ 385 من طريق زرارة بن أوفى عن ابن عباس.
وقال الترمذى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بالقوى.
وأخرجه الترمذى (2948 م) عن زرارة بن أوفى مرسلا وقال: هذا عندى أصح من حديث نصر ابن على عن الهيثم بن الربيع، وذكره الهندى فى الكنز (2814) وعزاه للبيهقى فى الشعب عن ابن عباس، وانظر رقم (2812، 2813).)

الصفحة 644