كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

وقال لأبى أمامة: «عليك بالصّوم فإنّه لا مثل له» (¬1).
وقالوا فى الجواب: إن المراد أى عمل من أفضل الأعمال.
وقيل: [ينزل] (¬2) على الأشخاص، وأنه صلّى الله عليه وسلّم أجاب كل سائل بما هو الأفضل فى حقه وما يناسبه وما يقدر عليه ويطيقه (¬3)، والله أعلم.
تنبيهان:
الأول: قول المصنف: (حلا وارتحالا ذكره) يحتمل أن يكون معناه: ذكره القراء، ونصوا عليه، ويدل عليه أن المقام للقراء، ويحتمل: ذكره النبى صلّى الله عليه وسلّم فى الحديث؛ لأن هذا الفعل لما كان يحتاج إلى توقيف علم أن [الموقف] (¬4) هو النبى صلّى الله عليه وسلّم.
الثانى (¬5): ما يفعله بعض القراء من قراءة «قل هو الله أحد» ثلاث مرات شىء لم نقرأ به (¬6) ولا أحد من القراء ولا الفقهاء، ولا نص عليه أحد سوى القزوينى فى «حلية القراء» ونصه: «والقراء كلهم قرءوا سورة الإخلاص مرة واحدة غير الهروانى عن الأعشى فإنه أخذ بإعادتها ثلاث دفعات والمأثور (¬7) دفعة واحدة». انتهى.
وهذا الهروانى (¬8) كان فقيها كبيرا كوفيّا أهلا للاختيار (¬9) والاجتهاد والظاهر أنه اختيار منه، فإن هذا لم يعرف فى رواية (¬10) الأعشى [ولا ذكره (¬11) أحد من القراء عنه (¬12) بل الذين قرءوا برواية الأعشى] (¬13) غير الهروانى كأبى على البغدادى، وأبى على غلام الهراس شيخ أبى العز وكالشرمقانى (¬14) والعطار شيخى ابن سوار (¬15)، وأبى الفضل (وله شاهد من حديث عمرو بن عبسة أخرجه أحمد فى المسند (4/ 385) وصححه العلامة الألبانى فى السلسلة الصحيحة (1495).)
¬_________
(¬1) أخرجه النسائى (5/ 165 كتاب الصيام باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبى يعقوب.
وابن حبان (929، 930 موارد) وابن خزيمة (1893) والحاكم (1/ 421) والطبرانى فى الكبير (8/ 107) (7463، 7465) والبيهقى (4/ 301) من طريق رجاء بن حيوة عن أبى أمامة قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: مرنى بأمر آخذه عنك قال: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له»، وفى بعض الروايات: فإنه لا عدل له»، وقد ذكر هذا الحديث فى سياق طويل كرواية ابن حبان، ومختصر كرواية النسائى وغيره.)
(¬2) سقط فى م.
(¬3) فى ز: ويطبقه.
(¬4) سقط فى د.
(¬5) فى م، ص: الثالث.
(¬6) فى م، ص: لم أقرأ به.
(¬7) فى ز: والمأمور.
(¬8) فى جميع النسخ: النهروانى، وصوابه ما أثبتناه.
(¬9) فى ز: والأخبار، وفى م: والاجتهاد.
(¬10) فى م، ص: فى قراءة.
(¬11) فى د: ورد ذكر.
(¬12) فى د: له.
(¬13) سقط فى م، ص.
(¬14) فى م: كالشرقفانى.
(¬15) فى ص: وشيخ ابن سوار.

الصفحة 647