كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

ينقص ذلك من أجورهم شيئا» (¬1).
وقال الشيخ أبو بكر الموصلى- رحمه الله-: ذلك جائز بل مستحب، مع أنه لم يفعل المسلم من أمته طاعة قط إلا كتبت له كما تقدم [قال] (¬2) وكما أنه كان يحب الهدية من أصحابه ويكافئهم عليها (¬3) مع أن (¬4) الفضل له فى قبوله فكذلك- والله أعلم- أنه يحب إهداء ثواب الخيرات الفعلية والقولية، وهذا (¬5) أشد استحبابا. وكذا (¬6) قال ابن حمدان الحنبلى: إن الكل واصل إليه.
وقال ابن عقيل: يستحب إهداؤها له. وتابعه أبو البركات فى «شرح الهداية».
وحكى الغزالى عن على بن الموفق أنه حج عن رسول الله حججا، وذكر القضاعى أنها ستون حجة، وذكر محمد بن إسحاق النيسابورى أنه ختم عن رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم أكثر من عشرة (¬7) آلاف ختمة، وضحى عنه مثل ذلك، وفى هذا كفاية.
وأما الثانية: وهو «اللهم اجعله صدقة منه صلّى الله عليه وسلّم إلى فلان» فلم أر فيها نصّا، ومن وقف (وإنها حجاب من النار حديث (69/ 1017)، والترمذى (5/ 43)، كتاب العلم: باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتّبع أو إلى ضلالة حديث (2674)، والنسائى (5/ 75) كتاب الزكاة: باب التحريض على الصدقة حديث (2554)، وابن ماجه (1/ 74)، المقدمة باب «من سن حسنة أو سيئة» حديث (203)، وأحمد (4/ 357، 358، 359)، وابن أبى شيبة (3/ 109 - 110)، والطحاوى فى «مشكل الآثار» (1/ 93)، وابن حبان (3308)، والطبرانى فى «الكبير» رقم (2372، 2373، 2374، 2375) والبغوى فى «شرح السنة» (3/ 416) بتحقيقنا كلهم من طريق المنذر بن جرير عن أبيه به.
وقال الترمذى: حديث حسن صحيح.)
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم (4/ 2060) كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة (16/ 2674) وأحمد (2/ 397) وأبو داود (2/ 612) كتاب السنة باب لزوم السنة (4609) والترمذى (4/ 406) كتاب العلم باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى (2674) وابن ماجه (1/ 202) فى المقدمة باب من سن سنة حسنة (206) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب عن أبى هريرة ... فذكره، وأخرجه أحمد (2/ 520) وابن ماجه (204 من طريق محمد بن سعيد بن أبى هريرة جاء رجل ... فقال: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«من استن خيرا فاستن به كان له أجره كاملا ومن أجور من استن به ولا ينقص من أجورهم شيئا، ومن استن سنة سيئة فاستن به فعليه وزره كاملا ومن أوزار الذى استن به ولا ينقص من أوزارهم شيئا».
وأخرجه أحمد (2/ 504) من طريق الحسن عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من استن سنة ضلال فاتبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شىء، ومن سن سنة هدى فاتبع عليها كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء».)
(¬2) سقط فى د، ز.
(¬3) فى ص: عليه.
(¬4) فى م: من أن.
(¬5) فى م، ص: وهو.
(¬6) فى م، ص: ولذا.
(¬7) فى م، ص: خمسة.

الصفحة 652