كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

عليه (¬1) فليثبته هنا. [والله أعلم.
ثم انتقل فقال] (¬2):
ص:
وليعتنى بأدب الدعاء ... ولترفع الأيدى إلى السماء
وليمسح الوجه بها والحمد ... مع الصلاة قبله وبعد
ش: أى: أن الداعى ينبغى أن يعتنى بأدب الدعاء؛ فإن له آدابا وشرائط وأركانا، وقد أطالت الناس فى [تلك] (¬3).
قال ابن عطاء: للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات، فإن وافق أركانه قوى، وإن وافق أجنحته طار فى السموات (¬4)، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه أنجح: فأركانه حضور القلب، والرقة، والاستكانة (¬5)، والخشوع، وتعلق القلب بالله (¬6) وقطعه عن الأسباب. وأجنحته: الصدق. ومواقيته: الأسحار. وأسبابه: الصلاة على النبى صلّى الله عليه وسلّم. وأنا أذكر [هنا] (¬7) ما لا يستغنى عنه:
فمنها: أنه لا يقصد بدعائه رياء ولا سمعة، قال تعالى: فادعوه مخلصين له الدّين [غافر: 65].
ومنها: تقديم عمل صالح من صدقة أو غيرها؛ لحديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار (¬8).
¬_________
(¬1) فى ص: على شىء.
(¬2) سقط فى ز.
(¬3) سقط فى ز.
(¬4) فى م، ص: السماء.
(¬5) فى ص: والاستعانة.
(¬6) فى ص: والتعلق بالله.
(¬7) سقط فى م.
(¬8) أخرجه البخارى (5/ 209، 210) كتاب الإجارة باب من استأجر أجيرا (2272) ومسلم (4/ 2100) كتاب الذكر والدعاء باب قصة أصحاب الغار (100/ 2743) وأبو داود (2/ 277) كتاب البيوع باب فى الرجل يتجر فى مال الرجل (3387 من طريق سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر بلفظ:
«انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. فقال رجل منهم: اللهم كان لى أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بى فى طلب شىء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدى أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا، فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج. قال النبى صلّى الله عليه وسلّم: وقال الآخر: اللهم كانت لى بنت عم كانت أحب الناس إلى، فأردتها عن نفسها فامتنعت منى، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتنى فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلى بينى وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهى أحب الناس إلى، وتركت الذهب الذى أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. قال النبى صلّى الله عليه وسلّم وقال الثالث: اللهم إنى)

الصفحة 653