كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

الجنات خير نصيب ومآب.
فائدة: لا بأس بذكر حكم هذه (¬1) الإجازة فأقول: هذه هى النوع الثالث من أنواع الإجازة التسعة، وهى الإجازة العامة، فاختلف فى جوازها: فجوزها الخطيب، وفعلها أبو عبد الله بن منده، فقال: أجزت لمن قال: لا إله إلا الله.
وحكى الحازمى عمن أدركه من الحفاظ كأبى العلاء الهمذانى وغيره أنهم كانوا يميلون إلى الجواز.
وأجازها أيضا أبو الفضل البغدادى، وابن رشد المالكى وأبو طاهر السلفى وغيره.
ورجح الجواز ابن الحاجب وصحح (¬2) النووى وخلق كثير [جمعهم] (¬3) بعضهم فى كتاب رتبه (¬4) على حروف المعجم. انتهى باختصار.
وقوله: (وقاله محمد بن الجزرى) علم من أول الكتاب، وإنما أراد أن يرتب عليه قوله:
ص:
يرحمه بفضله الرحمن ... فظنه من جوده الغفران
ش: هذا خبر [فى معنى] (¬5) الطلب: أى: اللهم ارحمه يا رحمن بفضلك. ولم يطلب الناظم- رضى الله عنه- الرحمة من الله تعالى بسبب نظمه لعباد الله تعالى هذا الكتاب ولا بسبب عمل من الأعمال يستحق به الرحمة؛ فإن العباد لا يستحقون على الله شيئا وإن كان قد ورد فى الحديث الصحيح «هل تدرى ما حق العباد على الله» لأن [هذا] (¬6) حق تكرّم لا تحتّم (¬7)، ولأن هذا وقع جوابا (¬8) لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «حق الله عز وجل على العباد أن يوحدوه ولا يشركوا (¬9) به شيئا» (¬10)، وهذا من أخفى [الأمور] (¬11) على العباد، حتى ما من ولى إلا وخاف على نفسه الشرك، وما من أحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا وخافه على نفسه؛ ولعظم هذا الأمر قال صلّى الله عليه وسلّم: «الناس كلهم هلكى إلا العالمين، والعالمون كلهم هلكى
¬_________
(¬1) فى م: هذا هو.
(¬2) فى م، ص: وصححه.
(¬3) ليست فى د، وفى م: جمعهما.
(¬4) فى د، ز كتابا رتبه، وفى م: رتبته.
(¬5) فى م، ص: بمعنى.
(¬6) سقط فى م.
(¬7) فى م، ص: لا يحتم.
(¬8) فى م: وجوبا.
(¬9) فى ص: ولا يشركون.
(¬10) أخرجه البخارى (6/ 146، 147) كتاب الجهاد والسير باب اسم الفرس والحمار (2856) وأطرافه فى (5967) (6267) (6500) (7373) ومسلم (1/ 58) كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا (49/ 30 عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبى صلّى الله عليه وسلّم على حمار يقال له:
عفير فقال: «يا معاذ هل تدرى ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا» فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر به الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتكلوا».)
(¬11) سقط فى د.

الصفحة 663