كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

واختلف بعضهم عن الكسائى، فذكر عنه الخلاف [فى الوقف] على مّا أو على اللام بعدها الدانى وابن شريح والشاطبى.
والآخرون منهم اتفقوا عن (¬1) الكسائى على أن الوقف على مّا (¬2).
واتفق هؤلاء على أن وقف الباقين باللام (¬3)، ولم يذكرها سائر المؤلفين، ولا ذكروا فيها خلافا عن أحد، ولا تعرضوا لها: كابن بليمة، ومكى، وصاحب «العنوان»، و [أبى الحسن] (¬4) بن غلبون، وابن مهران وغيرهم.
وأما الرسم فهى فيه مفصولة عما بعدها؛ فيحتمل عند هؤلاء الوقف (¬5) عليها، كما كتبت لجميع القراء اتباعا للرسم، حيث [لم] (¬6) يأت فيها نص، وهو الأظهر قياسا.
ويحتمل عدم الوقف عليها؛ لكونها لام جر، وهى لا تقطع عما بعدها.
وأما الوقف (¬7) على [ما عند هؤلاء] (¬8)، فجائز الانفصال (¬9) لفظا وحكما ورسما.
قال المصنف: وهو الأشبه عندى بمذاهبهم، والأقيس على أصولهم، وهو الذى أختاره أيضا، وآخذ (¬10) به؛ فإنه لم يأت عن أحد منهم ما يخالف (¬11) ما ذكرنا، فقد ثبت الوقف عنهم على مّا، وعلى اللام من طريقين صحيحين.
وأما أبو عمرو فجاء عنه بالنص على الوقف على مّا [أبو عبد الرحمن وإبراهيم] (¬12) ابن (¬13) اليزيدى، وهو لا يقتضى عدم الوقف على اللام.
وأما الباقون فصرح الدانى فى «الجامع» بعدم النص عنهم، فقال: وليس عن الباقين فى ذلك نص سوى ما جاء عنهم من اتباعهم لرسم الخط عند الوقف.
قال: وذلك لا يجب فى مذهب من روى عنه أن يكون وقفه باللام.
قال المصنف: وفى هذا الأخير نظر؛ فإنهم إذا كانوا يتبعون الخط فى وقفهم، فما المانع أن يقفوا أيضا على مّا؟ بل هو أولى؛ لانفصالها (¬14) لفظا ورسما، على أنه قد صرح بالوجهين جميعا عن ورش، فقال إسماعيل النحاس: كان الأزرق يقف على فمال وأشباهه كما فى المصحف، وكان عبد الصمد يقف على مّا ويطرح اللام؛ فدل على
¬_________
(¬1) فى ز، د: على.
(¬2) فى م، ص: ثم.
(¬3) فى م، ص: على اللام.
(¬4) سقط فى ز.
(¬5) فى م، ص: على الوقف.
(¬6) سقط فى د.
(¬7) فى د: الواقف.
(¬8) سقط فى م، ص.
(¬9) فى م، ص: وإلا فجائز للانفصال.
(¬10) فى ص: وأخذت.
(¬11) فى م: مخالف.
(¬12) سقط فى م، ص.
(¬13) فى م، ص: ابنا.
(¬14) فى م، ص: لانفصاله.

الصفحة 74