كتاب حجة الله البالغة (اسم الجزء: 2)

أَن الرّفْع فعل تعظيمي، وَلذَلِك ابْتَدَأَ بِهِ فِي الصَّلَاة، أَو لما تلقن من أَنه فعل يُنبئ على التّرْك، فَلَا يُنَاسب كَونه فِي أثْنَاء الصَّلَاة، وَلم يظْهر لَهُ أَن تَجْدِيد التنبه لترك مَا سوى الله عِنْد كل فعل أصل من الصَّلَاة مَطْلُوب وَالله أعلم.
قَوْله " لَا يفعل ذَلِك فِي السُّجُود " أَقُول. القومة شرعت فارقة بَين الرُّكُوع وَالسُّجُود، فالرفع مَعهَا رفع للسُّجُود فَلَا معنى للتكرار، وَيكبر فِي كل خفض وَرفع للتّنْبِيه الْمَذْكُور وليسمع الْجَمَاعَة فيتنبهوا للانتقال.
وَمن هيآت الرُّكُوع أَن يضع راحتيه على رُكْبَتَيْهِ، وَيجْعَل أَصَابِعه أَسْفَل
من ذَلِك كالقابض، ويجافي بمرفقيه، ويعتدل، فَلَا يصبى رَأسه، وَلَا يقنع
وَمن أذكاره: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبنَا وَبِحَمْدِك اللَّهُمَّ اغْفِر لي "، وَفِيه الْعَمَل بقوله تَعَالَى:
{فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ}
وَمِنْهَا " سبوح قدوس رَبنَا وَرب الْمَلَائِكَة وَالروح " وَمِنْهَا " سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم " ثَلَاثًا، وَمِنْهَا " اللَّهُمَّ لَك ركعت، وَبِك آمَنت وَلَك أسلمت، خشع لَك سَمْعِي وبصري ومخي وعظمي وعصبي ".
وَمن هيآت القومة أَن يَسْتَوِي قَائِما حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ، وَأَن يرفع يَدَيْهِ.
وَمن أذكارها: " سمع الله لمن حَمده " وَمِنْهَا " اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ " وَجَاءَت زِيَادَة " ملْء السَّمَوَات وَالْأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد " وَزَاد فِي رِوَايَة: أهل الثَّنَاء وَالْمجد أَحَق مَا قَالَ العَبْد، وكلنَا لَك عبد، اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد " وَمِنْهَا " اللَّهُمَّ طهرني بالثلج وَالْبرد، وَالْمَاء الْبَارِد، اللَّهُمَّ طهرني من الذُّنُوب والخطايا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس ".
وَاخْتلفت الْأَحَادِيث. ومذاهب الصَّحَابَة. وَالتَّابِعِينَ فِي قنوت الصُّبْح، وَعِنْدِي أَن الْقُنُوت وَتَركه سيان، وَمن لم يقنت إِلَّا عِنْد حَادِثَة عَظِيمَة، أَو كَلِمَات يسيرَة إخفاءة قبل

الصفحة 17