كتاب حجة الله البالغة (اسم الجزء: 2)

قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَوَى إِلَى فرَاشه طَاهِرا يذكر الله حَتَّى يُدْرِكهُ النعاس لم يَنْقَلِب سَاعَة من اللَّيْل يسْأَل الله شَيْئا من خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إِلَّا أعطَاهُ ".
أَقُول مَعْنَاهُ من نَام على حَالَة الْإِحْسَان الْجَامِع بَين التَّشَبُّه بالملكوت. والتطلع إِلَى الجبروت لم يزل طول ليلته على تِلْكَ الْحَالة، وَكَانَت نَفسه رَاجِعَة إِلَى الله فِي عبَادَة المقربين.
وَمن سنَن التَّهَجُّد أَن يذكر الله إِذا قَامَ من النّوم قبل أَن يتَوَضَّأ، وَقد ذكر فِيهِ صِيغ مِنْهَا " اللَّهُمَّ لَك الْحَمد أَنْت قيم السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، وَلَك الْحَمد أَنْت نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، وَلَك الْحَمد أَنْت ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، وَلَك الْحَمد أَنْت الْحق وَعدك الْحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، وَالْجنَّة حق، وَالنَّار حق والنبيون حق، وَمُحَمّد حق، والساعة حق، اللَّهُمَّ لَك أسلمت، وَبِك آمَنت، وَعَلَيْك توكلت، وَإِلَيْك أنبت، وَبِك خَاصَمت، وَإِلَيْك حاكمت فَاغْفِر لي مَا قدمت، وَمَا أخرت، وَمَا أسررت، وَمَا أعلنت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم، وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، وَلَا إِلَه غَيْرك ".
وَمِنْهَا: أَن كبر الله عشرا، وَحمد الله عشرا، وَقَالَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ عشرا، وَقَالَ: سُبْحَانَ الْملك القدوس عشرا، واستغفر الله عشرا وَهَلل عشرا، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من ضيق الدُّنْيَا، وضيق يَوْم الْقِيَامَة عشرا.
ومنعها: " لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، أستغفرك لذنبي،
وَأَسْأَلك رحمتك، اللَّهُمَّ زِدْنِي علما، وَلَا تزغ قلبِي بعد إِذْ هديتني، وهب لي من لَدُنْك رَحْمَة إِنَّك أَنْت الْوَهَّاب.
وَمِنْهَا تِلَاوَة:
{إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار لآيَات لأولي الْأَلْبَاب}
إِلَى آخر السُّورَة، ثمَّ يستوك، وَيتَوَضَّأ، وَيُصلي إِحْدَى عشرَة رَكْعَة أَو ثَلَاث عشر رَكْعَة مِنْهَا الْوتر.
وَمن آدَاب صَلَاة اللَّيْل أَن يواظب على الْأَذْكَار الَّتِي سنّهَا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْكَان الصَّلَاة، وَأَن يسلم على كل رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ يرفع يَدَيْهِ يَقُول: يَا رب يَا رب يبتهل فِي الدُّعَاء، وَكَانَ فِي دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا، وَفِي بَصرِي نورا، وَفِي سَمْعِي نورا، وَعَن يَمِيني نورا، وَعَن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وَخَلْفِي نورا، وَاجعَل لي نورا ".

الصفحة 27