كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 104
يونس : ( 93 ) ولقد بوأنا بني . . . . .
) ولقد بوأنا ( ، يعنى أنزلنا ) بني إسرائيل مبوأ صدق ( ، منزل صدق ، وهو بيت
المقدس ، ) ورزقنهم من الطيبت ( ، يعنى المطر والنبت ، ) فما اختلفوا ( ، يعنى أهل
التوراة والإنجيل في نبوة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ) حتى جاءهم العلم ( ، حتى بعثه الله عز وجل ، فلما
بعث كفروا به وحسدوه ، ) إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) [ آية :
93 ] .
يونس : ( 94 ) فإن كنت في . . . . .
) فإن كنت في شك ( يا محمد ) مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتب من
قبلك ( ، عبد الله بن سلام وأصحابه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عند ذلك : ' لا أشك ، ولا أسأل
بعد ، أشهد أنه الحق من عند الله ' ، ) لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) [ آية : 94 ] ، يعنى من المشركين في القرآن بأنه جاء من الله تعالى .
يونس : ( 95 ) ولا تكونن من . . . . .
ثم حذر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأوعز إليه حين قالوا : إنما يلقنه الري على لسانه ، فقال : ( ولاَ
تكونن من الذين كذبوا بئايت الله ( ، يعنى القرآن كما كذب به كفر مكة ،
)( فتكون من الخاسرين ) [ آية : 95 ] .
يونس : ( 96 ) إن الذين حقت . . . . .
ثم قال : ( إن الذين حقت عليهم كلمت ربك ( ، يعنى وجبت عليهم كلمة
العذاب ، يقول : أي سبقت لهم الشقاوة من الله عز وجل في علمه ، ) لا يؤمنون ) [ آية :
96 ] ، يعنى لا يصدقون .
يونس : ( 97 ) ولو جاءتهم كل . . . . .
) ولو جاءتهم كل ءايةٍ حتى يروا العذاب الأليم ) [ آية : 97 ] كما سألوا في بني
إسرائيل ) حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) [ الإسراء : 90 - 93 ] إلى آخر
الآيات ، وكقوله : ( فلولا كان من القرون من قبلكم ) [ هود : 116 ] قال : كل شيء
في القرآن فلولا : فهلا ، إلا ما في يونس وهود .
يونس : ( 98 ) فلولا كانت قرية . . . . .
) فلولا كانت قرية ءامنت فنفعهآ إيمنها ( الإيمان عند نزول العذاب ، ) إلا قوم
يونس لمآ ءامنوا ( ، يعنى صدقوا وتابوا ، وذلك أن قوم يونس ، عليه السلام ، لما نظروا إلى