كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 113
جبريل على موسى ، يعنى التوراة ، ) إماما ( يقتدي به ، يعنى التوراة ، ) ورحمة ( لهم
من العذاب ، لمن آمن به ، ) أولئك يؤمنون به ( ، يعنى أهل التوراة يصدقون بالقرآن
كقوله في الرعد : ( والذين آتيناهُم الْكتابَ يفْرحُونَ ) [ الرعد : 36 ] ، يعنى بقرآن
محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أنه من الله عز وجل .
) ومن يكفر به ( بالقرآن ) من الأحزاب ( ، يعنى ابن أمية ، وابن المغيرة ، وابن عبد
الله المخزومي ، وآل أبي طلحة بن عبد العزى ، ) فالنار موعده ( ، يقول : ليس الذي
عمل على بيان من ربه كالكافر بالقرآن موعده النار ليسوا بسواء ، ) فلا تك في مرية منه ( ، وذلك أن كفار قريش قالوا : ليس القرآن من الله ، إنما تقوله محمد ، وإنما يلقيه
الري ، وهو شيطان يقال له : الري ، على لسان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأنزل الله : ( فلا تك في مرية منه ( ، يقول : في شك من القرآن ، ) إنه الحق من ربك ( ، إنه من الله عز وجل ، وأن
القرآن حق من ربك ، ) ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) [ آية : 17 ] ، يعنى ولكن
أكثر أهل مكة لا يصدقون بالقرآن أنه من عند الله تعالى .
هود : ( 18 ) ومن أظلم ممن . . . . .
ثم ذكرهم ، فقال : ( ومن أظلم ( ، يقول : فلا أحد أظلم ) ممن افترى ( ، يعنى
تقول ) على الله كذبا ( بأن معه شريكاً ، ) أولئك ( الكذبة ) يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد ( ، يعنى الأنبياء ، ويقال : الحفظة ، ويقال : الناس ، مثل قول الرجل :
على رءوس الأشهاد ، ) هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ( ، يعنى بالأشهاد ، يعنى
الأنبياء ، فإذا عرضوا على ربهم ، قالت الأنبياء : نحن نشهد عليكم أنا شهدنا بالحق
فكذبونا ، ونشهد أنهم كذبوا على ربهم ، وقالوا : إن مع الله شريكاً ، ) ألا لعنة الله على الظالمين ) [ آية : 18 ] ، يعنى المشركين ، نظيرها في الأعراف : ( أن لعنة الله على الظالمين ) [ الأعراف : 44 ] .
هود : ( 19 ) الذين يصدون عن . . . . .
ثم أخبر عنهم ، فقال : ( الذين يصدون عن سبيل الله ( ، يعنى دين الإسلام ،
)( ويبغونها عوجا ( ، يقول : ويريدون بملة الإسلام زيفاً ، ) وهم بالآخرة ( ، يعنى بالبعث
الذي فيه جزاء الأعمال ، ) هُمْ كَافِرُونَ ) [ آية : 19 ] ، يعنى بأنه ليس بكائن .
هود : ( 20 ) أولئك لم يكونوا . . . . .
ثم نعتهم ، فقال : ( أولئك لم يكونوا معجزين ( ، يعنى بسابقي الله ) في الأرض (
هرباً حتى يجزيهم بأعمالهم الخبيثة ، ) وما كان لهم من دون الله من أولياء ( ، يعنى أقرباء
يمنعونهم من الله ، ) يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع ( ، يعنى ما كانوا على