كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 115
هود : ( 25 ) ولقد أرسلنا نوحا . . . . .
ولما كذب كفار مكة محمداً بالرسالة ، أخبر الله محمداً ، عليه السلام ، أنه أرسله رسولاً
كما أرسل نوحا ، وهودا ، وصالحاً ، ولوطاً ، وشعيباً ، في هذه السورة ، فقال : ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ( ، فقال لهم : ( إني لكم نذير ( من العذاب في الدنيا ، ) مبين (
[ آية : 25 ] ، يعنى بين ، نظيرها في سورة نوح .
هود : ( 26 ) أن لا تعبدوا . . . . .
ثم قال : ( أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم ( في الدنيا ، ) عذاب يوم أليم ) [ آية : 26 ] ، يعنى وجيع .
هود : ( 27 ) فقال الملأ الذين . . . . .
) فقال الملأ ( الأشراف ) الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا ( ، يعنى
إلا آدمياً مثلنا لا تفضلنا بشيء ، ) وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ( ، يعنى
الرذالة من الناس السفلة ، ) بادي الرأي ( ، يعنى بدا لنا أنهم سفلتنا ، ) وما نرى لكم علينا من فضل ( في مُلك ولا مال ولا شيء فنتبعك ، يعنون نوحاً ، ) بل نظنكم (
يعنى نحسبك من ال ) كاذبين ) [ آية : 27 ] حين تزعم أنك رسول نبي .
هود : ( 28 ) قال يا قوم . . . . .
) قال يا قَومِ أَرءيتُم إِن كُنتُ عَلَى بينَةٍ مِن رَّبِي ( ، يعنى بيان من ربي ، ) وءاتني
رحمةً ( ، يعنى وأعطاني نعمة ، ) من عنده ( ، وهو الهدى ، ) فعميت عليكم ( ، يعنى
فخفيت عليكم الرحمة ، ) أنلزمكموها وأنتم لها ( ، يعنى الرحمة ، وهي النعمة والهدى ،
)( كارهون ) [ آية : 28 ] .
هود : ( 29 ) ويا قوم لا . . . . .
) وَيا قَومٍ لا أَسئلُكُم عَليهِ مَالاً ( ، يعنى جُعلاً على الإيمان ، ) إن أجري ( ، يعنى
ما جزائي ، ) إلا على الله ( في الآخرة ، ) وَمَا أنا بِطَارِدِ الذَّين ءامَنُواْ ( ، يعنى وما أنا
بالذي لا أقبل الإيمان من السفلة عندكُم ، ثم قال : ( إِنَّهُم مُلَقُواْ رَبِهِم ( ، فيجزئهم
بإيمانهم ، كقوله : ( إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ) [ الشعراء : 113 ] ، يعنى
لو تعلمون إذا لقوه ، ) ولكني أراكم قوما تجهلون ) [ آية : 29 ] ما آمركم به ، وما
جئت به .
هود : ( 30 ) ويا قوم من . . . . .
) ويا قوم من ينصرني ( يمنعني ) من الله إن طردتهم ( ، يعنى إن لم أقبل منهم الإيمان ،