كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 119
هود : ( 41 ) وقال اركبوا فيها . . . . .
) وقال اركبوا فيها ( في السفينة ) بسم الله ( إذا ركبتموها ، فقولوا : بسم الله
) مجراها ( حين تجري ، ) ومرساها ( حين تحبس ، ) إن ربي لغفور ( للذُنوب ،
)( رحيم ) [ آية : 41 ] بنا حين نجانا من العذاب
هود : ( 42 ) وهي تجري بهم . . . . .
) وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه ( كنعان سبع مرات ، وكان
ابنه من صلبه ، ) وكان في معزل ( كان معتزلاً عنه ، ) يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) [ آية : 42 ] فتغرق معهم .
هود : ( 43 ) قال سآوي إلى . . . . .
) قال ( ابنه ) سَئاوىَ ( ، يعنى سأنضم ، ) إلى جبل ( أصعده ) يعصمني ( ،
يعني يمنعني ) من ( غرق ) الماء قال ( نوح : ( لا عاصم اليوم ( ، يعنى لا مانع
اليوم ) من أمر الله ( ، يعنى به الغرق ، ثم استثنى ، فقال : ( إلا من رحم ( ربي ،
يقول : من عصم من المؤمنين فركب معي في السفينة ، فإنه لن يغرق ، يقول الله تعالى :
( وحال ( ، يعنى وحجز ) بينهما الموج ( ، يعنى بين نوح وابنه كنعان ، ) فكان من المغرقين ) [ آية : 43 ] ، وغضب الله على كنعان حين ظن أن الجبل يمنعه من الله فلا
يغرق .
هود : ( 44 ) وقيل يا أرض . . . . .
) وقيل يا أرض ابلعي ماءك ( بعدما غرقتهم أجمعين ، فابتلعت الأرض ما خرج منها
من الماء ، ) ويا سماء أقلعي ( ، يعني أمسكي ، قال : فلم تقع قطرة ، ) وغيض الماء ( ،
يعنى ونقص الماء وطهرت الجبال ، ) وقضي الأمر ( ، يعنى العذاب بالغرق على الكافرين
فغرقوا ، ) واستوت ( السفينة ) على الجودي ( شهراً ، وهو جبل قريب من الموصل ؛
لأن الجبال تطاولت وتواضع الجودي ، ) وقيل بعدا للقوم الظالمين ) [ آية : 44 ] ، يعنى
المشركين ، يعنى بالبعد الهلاك .

الصفحة 119