كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 122
يعتريك ذلك فاجتنبها سالماً .
قال عبد الله : قال الفراء : الخبل مُسكنةُ الباء العلة المانعة من الحركة المعطلة للبدن ،
والخبل : الجنون محركة الباء ، فرد عليهم هود : ( قَالَ إِني أُشهِدُ اللهَ واشهَدُواْ أَني بَريءٌ مِمَّا
تُشرِكُونَ ) [ آية : 54 ] .
هود : ( 55 ) من دونه فكيدوني . . . . .
) من دونه ( من الآلهة ، ) فكيدوني جميعا ( أنتم والآلهة ، ) ثم لا تنظرون ) [ آية :
55 ] ، يعنى ثم لا تناظرون ، يعنى لا تمهلون .
هود : ( 56 ) إني توكلت على . . . . .
) إني توكلت على الله ( ، يعنى وثقت بالله ، ) ربي وربكم ( حين خوفوه آلهتهم أنها
تصيبه ، ) ما من دابة ( ، يعنى ما من شيء ، ) الآ ( و ) هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيتهَا ( ، يقول :
إلا الله يميتها ، ) إن ربي على صراط مستقيم ) [ آية : 56 ] ، يعنى على الحق المستقيم .
هود : ( 57 ) فإن تولوا فقد . . . . .
) فإن تولوا ( ، يعنى فإن تعرضوا عن الإيمان ، ) فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم (
من نزول العذاب بكم في الدنيا ، ) ويستخلف ربي ( بعد هلاككم ) قوما غيركم ( أمثل
وأطوع لله منكم ، ) ولا تضرونه شيئا ( يقول : ولا تنقصونه من ملكه شيئاً ، إنما تنقصون
أنفسكم ، ) إن رَبِي عَلى كُل شَيءٍ ( من أعمالكم ) حفيظ ) [ آية : 57 ] .
هود : ( 58 ) ولما جاء أمرنا . . . . .
) ولما جاء أمرنا ( ، يعنى قولنا في نزول العذاب ، ) نجينا هُوداً والذينَ ءامَنُوا مَعهُ (
من العذاب ) برحمة منا ( ، يعنى بنعمة منا عليهم ، ) ونجيناهم من عذاب غليظ ) [ آية :
58 ] ، يعنى شديد ، وهي الريح الباردة لم تفتر عنهم حتى أهلكتهم
هود : ( 59 ) وتلك عاد جحدوا . . . . .
) وتِلكَ عادٌ جَحَدُواْ بِئايتِ رَبِهم ( ، يعنى كفروا بعذاب الله بأنه غير نازل بهم في
الدنيا ، ) وعصوا رسله ( ، يعنى هوداً وحدهُ ، ) واتبعوا أمر كل جبار عنيد ) [ آية :
59 ] ، يعنى متعظماً عن التوحيد ، فهم الأتباع ، اتبعوا قول الكبراء في تكذيب هود ،
)( عنيد ( ، يعنى معرضاً عن الحق ، وكان هذا القول من الكبراء للسفلة في سورة
المؤمنين ) ما هذا ( ، يعنى هوداً ) إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ) [ المؤمنون : 33 ] من الشراب .
وقال للأتباع : ( ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ) [ المؤمنون : 34 ] ،
يعنى لعجزة ، فهذا قول الكبراء للسفلة ، فاتبعوهم على قولهم ،
هود : ( 60 ) وأتبعوا في هذه . . . . .
) وَأُتبِعُو في هذه الدنيا
لَعنةً ( ، يعنى العذاب ، وهي الريح التي أهلكتهم ، ) ويوم القيامة ( ، يعنى عذاب النار ،