كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 124
لقولهم صالح قد كنت فينا مرجو قبل هذا الذي تدعونا إليه ، ) فَما يزيدونني غير تخسير (
[ آية : 63 ] ، يقول : فما تزيدونني إلا خساراً . قال عبد الله : قال الفراء : المعنى كلما
دعوتكم زدتموني تباعداً مني ، فأنتم بذلك تخسرون ، يعنى تهلكون .
هود : ( 64 ) ويا قوم هذه . . . . .
) ويقوم هذه ناقةُ الله لَكُم ءاية ( ، يعنى عبرة ، ) فذروها تأكل في أرض الله ( ، لا تكلفكم مؤنة ، ولا علفاً ، ) ولا تمسوها بسوء ( ، يقول : ولا تصيبوها بعقر ،
)( فيأخذكم ( في الدنيا ، ) عذاب قريب ) [ آية : 64 ] منكم ، لا تمهلون حتى تعذبوا .
هود : ( 65 ) فعقروها فقال تمتعوا . . . . .
) فعقروها ( ليلة الأربعاء بالسيف فماتت ، ) فقال ( لهم صالح : ( تمتعوا في داركم ( ، يعنى محلتكم في الدنيا ، ) ثلاثة أيام ذلك ( العذاب ) وعد ( من الله
) غير مكذوب ) [ آية : 65 ] ليس فيه كذب بأن العذاب نازل بهم بعد ثلاثة الأيام
فأهلكهم الله صبيحة يوم الرابع يوم السبت .
هود : ( 66 ) فلما جاء أمرنا . . . . .
فذلك قوله : ( فلما جاء أمرنا ( ، يعنى قولنا في العذاب ، ) نجينا صَلحاً والَّذينَ
ءامَنُواْ مَعَهُ بِرحمةٍ مِنا ( ، يعنى بنعمة عليهم منا ، ) ومن خزي يومئذ ( ، يعنى
ونجيناهم من عذاب يومئذ ، ) إن ربك هو القوي ( في نصر أوليائه ، ) العزيز ) [ آية : 66 ] ، يعنى المنيع في ملكه وسلطانه حين أهلكهم .
هود : ( 67 ) وأخذ الذين ظلموا . . . . .
) وأخذ الذين ظلموا ( ، يعنى الذين أشركوا ) الصيحة ( ، صيحة جبريل ، عليه
السلام ، ) فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) [ آية : 67 ] ، يعنى في منازلهم خامدين .
هود : ( 68 ) كأن لم يغنوا . . . . .
) كَأن لم يغنواْ فِها ( ، يقول : كأنهم لم يكونوا في الدنيا قط ، ) أَلا إِن ثَمُوداً
كَفَرُواْ ( بتوحيد ) ربهم ألا بعدا لثمود ) [ آية : 68 ] في الهلاك .
تفسير سورة هود من الآية : [ 69 - 83 ] .