كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 140
بَعض السَّيارةِ ( . فيذهبوا به فيكفونكم أمره ، ) إِن كُنْتُم ( لا بد ) فاعِلينَ ) [ آية :
10 ] من الشر الذي تريدون به .
يوسف : ( 11 ) قالوا يا أبانا . . . . .
فأتوا يعقوب ، ف ) قالوا ياأبانا مَا لك لا تَأمنا على يُوسف وإنا لهُ لناصِحونَ ) [ آية :
11 ] .
يوسف : ( 12 ) أرسله معنا غدا . . . . .
) أَرسِلهُ مَعَنَا غَداً يَرتَع ويَلعب ( ، يعنى ينشط ويفرح ، والعرب تقول : رتعت لك ،
يعنى فرحت لك ، ) وَإنا لَهُ لحافِظونَ ) [ آية : 12 ] من الضيعة ، قال يعقوب لهم : إني
أخاف عليه ، فقالوا لأبيهم : ( مَا لك لا تَأمنا عَلَى يوسف وَإنا لَهُ لناصحُونَ ( في الحفظ
له .
يوسف : ( 13 ) قال إني ليحزنني . . . . .
) قَالَ ) ) أبوهم ( ( إِني ليحزنني أَن تذهبوا به وأَخافُ أن يأَكلَهُ الذئب وأَنتم عَنْهُ
غافلونَ ) [ آية : 13 ] ، لا تشعرون به ، وكانت أرضاً مذئبة ، فمن ثم قال يعقوب : إني
أخاف أن يأكله الذئب .
يوسف : ( 14 ) قالوا لئن أكله . . . . .
) قَالواْ ( ، أي العشرة : ( لئن أكلهُ الذئب ونحن عُصبةُ ( ، يعنى ونحن جماعة ،
)( إنا إِذاً لخسرون ) [ آية : 14 ] ، يعنى لعجزة .
يوسف : ( 15 ) فلما ذهبوا به . . . . .
) فلما ذهبوا بِهِ ) ) بيوسف ( ( وأجمعوا ) ) أمرهم ( ( أَن يجعلوه في غيابَتِ الجُب (
على رأس ثلاثة فراسخ ، فألقوه في الجب ، والماء يومئذ كدر غليظ ، فعذب الماء وصفا
حين ألقى فيه ، وقام على صخرة في قاصية البئر ، فوكل الله به ملكاً يحرسه في الجب
ويطعمه ، ) وأوحينا إِليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهُم لا يشعرون ) [ آية : 15 ] ، وذلك أن
الله أوحى إلى يوسف ، عليه السلام ، بعدما انصرف إخوته : إنك ستخبر إخوتك بأمرهم
هذا الذي ركبوا منك ، ثم قال : ( وَهُم لا يشعُرُونَ ( أنك يوسف حين تخبرهم ، فأنبأهم
يوسف بعد ذلك حين قال لهم وضرب الإناء ، فقال : إن الإناء ليخبرني بما فعلتم بيوسف
من الشر ونزع الثياب .
قال أبو محمد عبد الله بن ثابت : وسمعت أبي يحدثني عن الهذيل ، عن مقاتل في قوله :
( وأَوحينا إليه لَتُنَبِئَنَّهُمْ بِأمرهم هذا وَهُم لا يشعُرونَ ( ، قال : لا يشعرون أنك يوسف .
قال : وذلك أن يوسف لما استخرج الصاع من وعاء أخيه بنيامين ، قطع بالقوم
وتحيروا ، فأحضرهم وأخذ بنيامين مكان سرقته ، ثم تقدم إلى أمينه ، فقال له : أحضر