كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 15
) والله خير الماكرين ) [ آية : 30 ] ، أفضل مكراً منهم ، أنزل الله : ( أم أبرموا أمرا ( ، يقول : أم أجمعوا على أمر ، ) فإنا مبرمون ( ، يقول : لنخرجنهم إلى بدر
فنقلتهم ، أو نعجل أرواحهم إلى النار [ الزخرف : 79 ]
الأنفال : ( 31 ) وإذا تتلى عليهم . . . . .
قوله : ( وإذا تُتلى عَليهم ءاياتُنا ( ، يعنى القرآن ، ) قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ( القرآن ، قال ذلك النضر بن الحارث بن علقمة ، من بني عبد الدار بن
قصي ، ثم قال : ( إن هذا ( الذي يقول محمد من القرآن ) إلا أساطير الأولين (
[ آية : 31 ] ، يعني أحاديث الأولين ، يعني محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) يحدث عن الأمم الخالية ، وأنا
أحدثكم عن رستم وأسفندباز ، كما يحدث محمد ، فقال عثمان بن مظعون الجمحي : اتق
الله يا نضر ، فإن محمداً يقول الحق ، قال : وأنا أقول الحق ، قال عثمان : فإن محمداً يقول :
لا إله إلا الله ، قال : وأنا أقول : لا إله إلا الله ، ولكن الملائكة بنات الرحمن .
فأنزل الله عز وجل في حم الزخرف ، فقال : ( قل ( يا محمد : ( إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) [ الزخرف : 81 ] ، أول الموحدين من أهل مكة ، فقال عند
ذلك : ألا ترون قد صدقنى : ( إن كان للرحمن ولد ( ، قال الوليد بن المغيرة : لا والله
ما صدقك ، ولكنه قال : ما كان للرحمن ولد ، ففطن لها النضر ،
الأنفال : ( 32 ) وإذ قالوا اللهم . . . . .
فقال : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا ( ما يقول محمد ) هو الحق من عندك ( ، يعنى القرآن ، ) فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) [ آية : 32 ] ، يعنى وجيع .
الأنفال : ( 33 ) وما كان الله . . . . .
فأنزل الله : ( وما كان الله ليعذبهم ( ، يعنى أن يعذبهم ) وأنت فيهم ( بين
أظهرهم حتى يخرجك عنهم كما أخرجت الأنبياء عن قومهم ، ) وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) [ آية : 33 ] ، يعنى يصلون لله ، كقوله : ( وبالأسحار هم يستغفرون ) [ الذاريات : 18 ] ، يعنى يصلون ، وذلك أن نفراً من بنى عبد الدار ، قالوا :
إنا نصلى عند البيت ، فلم يكن الله ليعذبنا ونحن نصلى له .