كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 150
) الواحد القهار ) [ آية : 39 ] لخلقه ؛ لأن الآلهة مقهورة ، كقوله في النمل : ( آلله خير أما يشركون ) [ النمل : 59 ] من الآلهة .
يوسف : ( 40 ) ما تعبدون من . . . . .
ثم قال يوسف عليه السلام : ( ما تعبدون من دونه ( من الآلهة ) إلا أَسماءَ
سَمَّيتُمُوهَا أَنتم وءاباؤُكُم ( أنها آلهة ، ) ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم ( ،
يعنى القضاء ، ) إلا لله ( في التوحيد ، ) أمر ألا تعبدوا إلا إياه ( ، يقول : أمر الله أن
يوحد ، ويعبد وحده ، له التوحيد ، ) ذلك الدين القيم ( ، يعنى المستقيم ، وغيره من
الأديان ليس بمستقيم ، ) ولكن أكثر الناس ( ، يعنى أهل مصر ، ) لا يعلمون (
[ آية : 40 ] بتوحيد ربهم .
يوسف : ( 41 ) يا صاحبي السجن . . . . .
) يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا ( ، وهو الساقي ، قال له يوسف :
تكون في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتكون على عملك ، فتسقي سيدك خمراً ، ) وأما الآخر ( ، وهو الخباز ، ) فيصلب فتأكل الطير من رأسه ( ، واسمه شرهم أشم ، قال
له يوسف : تكون في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتصلب ، فتأكل الطير من رأسك ،
فكره الخباز تعبير رؤياه ، فقال : ما رأيت شيئاً ، إنما كنت ألعب ، فقال له يوسف : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) [ آية : 41 ] ، رأيتما أو لم تريا ، فقد وقع بكما ما عبرت
لكما .
يوسف : ( 42 ) وقال للذي ظن . . . . .
) وقال ( يوسف ) للذي ظن أنه ناج منهما ( من القتل إضمار ، وهو الساقي :
( اذكرني عند ربك ( ، يعنى سيدك ، فإنه يسرني أن يخرجني من السجن ، يقول
الله : ( فأنساه الشيطان ذكر ربه ( ، يعنى يوسف دعاء ربه ، فلم يدع يوسف
ربه الذي في السماء ليخرجه من السجن ، واستغاث بعبد مثله ، يعنى الملك ، فأقره الله في
السجن عقوبة حين رجا أن يخرجه غير الله عز وجل ، فذلك قوله : ( فلبث في السجن بضع سنين ) [ آية : 42 ] ، يعنى خمس سنين حتى رأى الملك الرؤيا ، وكان في السجن
قبل ذلك سبع سنين ، وعوقب ببضع سنين ، يعنى خمس سنين ، فكان في السجن اثنتا
عشر سنة ، فذلك قوله : ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين (
[ يوسف : 35 ] .