كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 17
رجالا من قبائل العرب أعواناً لهم على قتال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأطعموا أصحابهم كل يوم عشر
جزائر ويوماً تسعة ، فنزلت : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ( ) ليصدوا عن سبيل الله ( ، يعنى عن دين الله ، ) فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ( ، يعنى ندامة ،
)( ثم يغلبون ( ، يقول : تكون عليهم أموالهم التي أنفقوها ندامة على إنفاقهم ، ثم
يهزمون ، ثم أخبر بمنزلتهم في الآخرة ، فقال : ( والذين كفروا ( بتوحيد الله ، ) إلى جهنم ( في الآخرة ) يحشرون ) [ آية : 36 ] .
الأنفال : ( 37 ) ليميز الله الخبيث . . . . .
) ليميز الله الخبيث من الطيب ( ، يعنى يميز الكافر من المؤمن ، ثم قال :
( ويجعل ( في الآخرة ) الخبيث ( أنفسهم ) بعضه على بعض فيركمه جميعاَ
فيجعله في جهنم أولئك هم الخسرون ) [ آية : 37 ] ، يعنى المطعمين في غزوة
بدر : أبا جهل والحارث ابنا هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج ، وأبا
البحتري بن هشام ، والنضر بن الحارث ، والحكم بن حزام ، وأبي بن خلف ، وزمعة بن
الأسود ، والحارث بن عامر بن نوفل ، كلهم من قريش .
تفسير سورة الأنفال من آية [ 38 - 40 ] .
الأنفال : ( 38 ) قل للذين كفروا . . . . .
) قل ( يا محمد ) للذين كفروا ( بالتوحيد ، ) إن ينتهوا ( عن الشرك
ويتوبوا ، ) يغفر لهم ما قد سلف ( من شركهم قبل الإسلام ، ) وإن يعودوا ( لقتال
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يتوبوا ، ) فقد مضت سنت الأولين ) [ آية : 38 ] ، يعنى القتل ببدر ،
فحذرهم العقوبة لئلا يعودوا فيصيبهم مثل ما أصابهم ببدر .
الأنفال : ( 39 ) وقاتلوهم حتى لا . . . . .
ثم قال للمؤمنين : ( وقتلوهم حتى لا تكون فتنةُُ ( ، يعنى شركاً ويوحدوا
ربهم ، ) ويكون ( ، يعنى ويقوم ) الدين كله لله ( ، ولا يعبد غيره ، ) فإن انتهوا ( عن الشرك فوحدوا ربهم ، ) فإن الله بما يعلمون بصيرُُ ) [ آية : 39 ] .
الأنفال : ( 40 ) وإن تولوا فاعلموا . . . . .
) وإن تولوا ( ، يقول : وإن أبوا أن يتوبوا من الشرك ، ) فاعلموا ( يا معشر المؤمنين ،