كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 172
تعالى نفسه ، يعني شديد الأخذ إذا أخذ ، نزلت في عامر بن الطفيل ، وأربد بن قيس .
الرعد : ( 14 ) له دعوة الحق . . . . .
) له دعوة الحق ( ، يعني كلمة الإخلاص ، ) والذين يدعون من دونه ( ، يعني والذين
يعبدون من دون الله من الآلهة ، وهي الأصنام ، ) لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى
المآء ( ، يقول : لا تجيب الآلهة من يعبدها ولا تنفعهم ، كما لا ينفع العطشان الماء يبسط
يده إلى الماء وهو على شفير بئر ، يدعوه أن يرتفع إلى فيه ، ) ليبلغ فاه وما هو ببلغه ( ،
حتى يموت من العطش ، فكذلك لا تجيب الأصنام ، ثم قال : فادعوا ، يعنى فادعوا
الأصنام ، ) وما دعاء الكفرين ( ، يعنى وما عبادة الكافرين ، ) إلا في ضلل ) [ آية : 14 ] ،
يعنى خسران وباطل .
تفسير سورة الرعد من آية : [ 15 - 16 ] .
الرعد : ( 15 ) ولله يسجد من . . . . .
ولله يسجد من في السماوات ، يعني الملائكة ، ) والأرض طوعا ( ، يعني المؤمنين ، ثم
قال : ( وكرهاً وظلالهم ( ، يعنى ظل الكافر كرهاً يسجد لله ، وهو ) بالغدو ( حين تطلع
الشمس ، ) والآصال ) [ آية : 15 ] ، يعني بالعشى إذا زالت الشمس يسجد ظل الكافر
لله ، وإن كرهوا .
الرعد : ( 16 ) قل من رب . . . . .
) قل ( يا محمد لكفار مكة : ( من رب السموت والأرض قل الله ( ، في قراءة أبي بن
كعب ، وابن مسعود : قالوا الله ، ) قل أفاتخذتم من دونه ( الله ) أولياء ( تعبدونهم ، يعنى
الأصنام ، ) لا يملكون لأنفسهم ( ، يعني الأصنام لا يقدرون لأنفسهم ) نفعاً ولا ضراً قل هو
يستوى الأعمى ( عن الهدى ، ) والبصير ( بالهدى ، يعنى الكافر والمؤمن ، ) أم هل تستوى
الظلمت ( ، يعني الشرك ، ) والنور ( ، يعني الإيمان ، ولا يستوي من كان في ظلمة كمن
كان في النور ، ثم قال يعنيهم : ( أم جعلوا ( ، يعني وصفوا ) لله شركاء ( من الآلهة ،
)( خلقوا كخلقه ( ، يقول : خلقوا كما خلق الله ، ) فتشبه الخلق عليهم ( ، يقول : فتشابه ما
خلقت الآلهة والأصنام وما خلق الله عليهم ، فإنهم لا يقدرون أن يخلقوا ، فكيف يعبدون
ما لا يخلق شيئاً ، ولا يملك ، ولا يفعل كفعل الله عز وجل ، ) ق ل ( لهم يا محمد : ( الله
خلق كل شىءٍ وهو الواحد ( ، لا شريك له ، ) القهر ) [ آية : 16 ] والآلهة مقهورة وذليلة .