كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 176
حسنى لهم ، وهى بلغة العرب ، ) وحسن مئاب ) [ آية : 29 ] ، يعني وحسن مرجع ،
وطوبى شجرة في الجنة ، لو أن رجلاً ركب فرساً أو نجيبةً ، وطاف على ساقها ، لم يبلغ
المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهرم ، ولو أن طائراً طار من ساقها ، لم يبلغ فرغها
حتى يقتله الهرم ، كل ورقة منها تظل أمة من الأمم ، على كل ورقة منها ملك يذكر الله
تعالى ، ولو أن ورقة منها وضعت في الأرض لأضاءت الأرض نوراً كما تضئ الشمس ،
تحمل هذه الشجرة لهم ما يشاءون من ألوان الحلى والثمار ، غير الشراب .
تفسير سورة الرعد من آية : [ 30 ]
الرعد : ( 30 ) كذلك أرسلناك في . . . . .
) كذلك ( ، يعنى هكذا ) أرسلناك في أمةٍ قد خلت من قبلها أمم ( ، يعني قد مضت
قبل أهل مكة ، يعني الأمم الخالية ، ) لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك ) ، يعني لتقرأ
عليهم القرآن ، ) وهم يكفرون بالرحمن ( ، نزلت يوم الحديبة ، حين صالح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أهل
مكة ، فكتبوا بينهم كتاباً ، وولى الكتاب على بن أبي طالب ، فكتب : بسم الله الرحمن
الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو القرشي ، ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، ولكن اكتب :
باسمك اللهم ، فأمره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يكتب : باسمك اللهم ، ثم قال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أهل مكة ' ، فقالوا : ما نعرف أنك رسول الله ،
لقد ظلمناك إذا إن كنت رسول الله ، ثم نمنعك عن دخول المسجد الحرام ، ولكن اكتب :
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله .
فغضب أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقالوا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : دعنا نقاتلهم ، فقال : ' لا ' ثم قال
لعلي : ' اكتب الذي يريدون ، أما أن لك يوماً مثله ' ، وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' أما محمد بن عبد الله ، وأشهد أنى رسول الله ' ، فكتب : هذا صالح محمد بن عبد الله أهل مكة ، على أن
ينضرف محمد من عامه هذا ، فإذا كان القابل دخل مكة ، فقضى عمرته وخلى أهل مكة
بينه وبين مكة ثلاث ليال ، فأنزل الله تعالى في قول سهيل وصاحبيه مكرز بن حفص بن
الأحنف ، وحويطب بن عبد العزى ، كلهم من قريش حين قالوا : ما نعرف الرحمن ، إلا
مسيلمة ، فقال تعالى ) وهم يكفرون بالرحمن ( .
) قل هو ربي ( يا محمد قول : الرحمن الذي يكفرون به هو ربي ، ) لا إله إلا هو
عليه توكلت ( ، يقول : به أثق ، ) وإليه متاب ) [ آية : 30 ] ، يعني التوبة ، نظيرها في