كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 186
إبراهيم : ( 13 ) وقال الذين كفروا . . . . .
وكان أذاهم للرسل أن قالوا : ( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ( ، يعني دينهم الكفر ، فهذا الأذى الذي صبروا عليه ، ) فأوحى إليهم ربهم ( ، يعني إلى الرسل ، ) لنهلكن الظلمين ) [ آية : 13 ] ، يعني المشركين في
الدنيا ولننصرنكم .
إبراهيم : ( 14 ) ولنسكننكم الأرض من . . . . .
يعني ) ولنسكننكم الأرض من بعدهم ( ، يعني هلاكهم ، ) ذلك ( الإنسان في
الدنيا ، ) لمن خاف مقامي ( ، يعني مقام ربه عز وجل في الآخرة ، ) و ( لمن ) وخاف وعيد ) [ آية : 14 ] في الآخرة .
إبراهيم : ( 15 ) واستفتحوا وخاب كل . . . . .
واستفتحوا ، يعني دعوا ربهم واستنصروا ، وذلك أن الرسل أنذروا قومهم
العذاب في الدنيا ، فردوا عليهم : أنكم كذبة ، ثم قالوا : اللهم إن كانت رسلنا صادقين
فعذبا ، فذلك قوله تعالى : ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) [ الأعراف :
70 ] ، فذلك قوله سبحانه : ( واستفتحوا ( ، يعني مشركي مكة ، وفيهم أبو جهل ، يعني
ودعوا ربهم ، يقول الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( وخاب كل جبار عنيد ) [ آية : 15 ] ،
يعني وخسر عند نزول العذاب كل متكبر عن توحيد الله عز وجل ، نزلت في أبي جهل ،
)( عنيد ( ، يعني معرض عن الإيمان مجانباً له .
إبراهيم : ( 16 ) من ورائه جهنم . . . . .
ثم قال لهذا الجبار وهو في الدنيا : ( من ورائه جهنم ( ، من بعدهم ، يعني من بعد
موته ، ) ويسقى من ماء صديد ) [ آية : 16 ] ، يعني خليطة القيح والدم الذي يخرج من
أجداف الكفار يسقى الأشقياء .
إبراهيم : ( 17 ) يتجرعه ولا يكاد . . . . .
) يتجرعه ( تجرعاً ، ) ولا يكاد يسيغه ( البتة ، نظيرها : ( إذا أخرج يده لم يكد يراها ) [ النور : 40 ] ، يقول : لا يراها البتة ، ) ويأتيه الموت ( في النار
) من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه ( هذا ، يعني ومن بعد إحدى وعشرين
ألف سنة يفتح عليهم باب يقال له : الهيهات ، فتأكل ناره نار جهنم وأهلها ، كما تأكل

الصفحة 186