كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 20
) ليقضي الله أمرا ( في علمه ) كان مفعولا ( ، ليقضى الله أمراً لابد كائناً ليعز
الإسلام بالنصر ويذل أهل الشرك بالقتل والهزيمة ، ) وإلى الله ترجع الأمور ) [ آية :
44 ] ، يقول : مصير الخلائق إلى الله عز وجل ، فلما رأى عدو الله أبو جهل وقتله .
تفسير سورة الأنفال من آية [ 45 - 49 ] .
الأنفال : ( 45 ) يا أيها الذين . . . . .
) يأيها الذين ءامنوا ( ، يعنى صدقوا بتوحيد الله عز وجل ، ) إذا لقيتم فئة ( ،
يعنى كفار مكة ببدر ، ) فاثبتوا ( لهم ، ) واذكروا الله كثيرا لعلكم ( ، يعنى لكي
) تفلحون ) [ آية : 45 ] .
الأنفال : ( 46 ) وأطيعوا الله ورسوله . . . . .
) وأطيعوا الله ورسوله ( فيما أمركم به في أمر القتال ، ) ولا تنزعوا ( ، يقول : ولا
تختلفوا عند القتال ، ) فتفشلوا ( ، يعنى فتجبنوا ، ) وتذهب ريحكم ( ، يعنى الصبا ؛ لأن
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ' نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور ' ، ) واصبروا ( لقتال عدوكم ،
)( إن الله مع الصابرين ) [ آية : 46 ] ، يعنى في النصر للمؤمنين على الكافرين بذنوبهم
وبعملهم .
الأنفال : ( 47 ) ولا تكونوا كالذين . . . . .
ثم وعظ المؤمنين ، فقال : ( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ( ، ليذكروا بمسيرهم ، يعنى ابن أمية ، وابن المغيرة المخزومي ، وذلك أنهم كانوا
رءوس المشركين في غزوهم بدر ، فقال أبو جهل حين نجت العير وسارت إلى مكة ،
فأشاروا عليه بالرجعة ، قال : لا نرجع حتى ننزل على بدر فننحر الجزر ، ونشرب الخمر ،
وتعزف علينا القيان ، فتسمع العرب بمسيرنا ، فذلك قوله : ( بطرا ورئاء الناس ( ،

الصفحة 20