كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 22
كلهم ، وسبعمائة من المشركين عليهم أبو جهل بن هشام ، وكان قبل ذلك في ألف
رجل ، فرد منهم أبى بن شريق ثلاثمائة من بنى زهرة ، وذلك أن أبى بن شريق خلا بأبي
جهل ، فقال : يا أبا الحكم ، أكذاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فقال : والله ما يكذب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) على
الناس ، فكيف يكذب على الله ، وكان يسمى قبل النبوة الأمين ؛ لأنه لم يكذب قط .
فقال أبو جهل : ولكن إذا كانت السقاية في بنى عبد مناف ، والحجابة والمشورة
والولاية ، حتى النبوة أيضاً ، فلما سمع أبى بن شريق قول أبى جهل : إن محمداً لم يكذب ،
رد أصحابه عن قتال محمد ، عليه السلام ، فخنس ، فسمى الأخنس بن شريق ؛ لأنه خنس
بثلاثمائة رجل من بنى زهرة يوم بدر عن قتال محمد ، عليه السلام ، وبقى سبعمائة عليهم
أبو جهل بن هشام ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) يومئذ في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، وسبعين من مؤمني
الجن ، وألف من الملائكة عليه جبريل ، عليه السلام ، فكان جبريل على خمسمائة على
ميمنة الناس ، وميكائيل على خمسمائة في ميسرة الناس ، ولم تقاتل الملائكة قتالاً قط إلا
يوم بدر ، وكانوا يومئذ على صور الرجال ، وعلى قوة الرجال على خيول بلق ، وكان
جبريل ، عليه السلام ، يسير أمام صف المسلمين ، ويقول : أبشروا ، فإن النصر لكم ، وما
يرى المسلمون إلا أنه رجل منهم .
) إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ( ، يعنى الكفر ، نزلت في قيس
بن الفاكه بن المغيرة ، والوليد بن الوليد بن المغيرة ، وقيس بن الوليد بن المغيرة ، والوليد بن
عتبة بن ربيعة ، والعلاء بن أمية بن خلف الجمحي ، وعمرو بن أمية بن سفيان بن أمية ،
كان هؤلاء المسلمون بمكة ، ثم أقاموا بمكة مع المشركين ، فلم يهاجروا إلى المدينة ، فلما
خرج كفار مكة إلى قتال بدر ، خرج هؤلاء النفر معهم ، فلما عاينوا قلة المؤمنين شكوا
في دينهم وارتابوا ، فقالوا : ( غر هؤلاء دينهم ( ، يعنون أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، يقول الله
عز وجل : ( ومن يتوكل على الله ( ، يعنى المؤمنين ، يعنى يثق به في النصر ، ) فإن الله عزيز ( ، يعنى منيع في ملكه ، ) حكيم ) [ آية : 49 ] في أمره حكم النصر .
تفسير سورة الأنفال من آية [ 50 - 54 ]

الصفحة 22