كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 23
الأنفال : ( 50 ) ولو ترى إذ . . . . .
فلما قتل هؤلاء النفر من المشركين ، ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، فذلك قوله
عز وجل : ( ولو ترى ( يا محمد ، ) إذ يتوفى الذين كفروا ( بتوحيد الله
) الملائكة ( ، يعنى ملك الموت وحده ، ) يضربون وجوههم وأدبارهم ( في الدنيا ،
ثم انقطع الكلام ، فلما كان يوم القيامة دخلوا النار ، تقول لهم خزنة جهنم : ( وذوقوا عذاب الحريق ) [ آية : 50 ] .
الأنفال : ( 51 ) ذلك بما قدمت . . . . .
) ذلك ( العذاب ) بما قدمت أيديكم ( من الكفر والتكذيب ، ) وأن الله ليس بظلام للعبيد ) [ آية : 51 ] ، يقول : ليس يعذبهم على غير ذنب .
الأنفال : ( 52 ) كدأب آل فرعون . . . . .
ثم نعتهم ، فقال : ( كدأب ءال فرعون ( ، يقول : كأشباه آل فرعون في
التكذيب والجحود ، ) و ( كأشباه ) والذين من قبلهم ( ، أي من قبل فرعون وقومه
من الأمم الخالية ، قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وإبراهيم ، وقوم شعيب ، ) كفروا بئايت
الله ( ، يعنى بعذاب الله بأنه ليس بنازل بهم في الدنيا ، ) فأخذهم الله ( ، يعنى
فأهلكهم الله ، ) بذنوبهم ( ، يعنى بالكفر والتكذيب ، ) إن الله قوي ( في أمره حين
عذبهم ، ) شديد العقاب ) [ آية : 52 ] إذا عاقب .
الأنفال : ( 53 ) ذلك بأن الله . . . . .
) ذلك ( العذاب ) بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم ( على أهل مكة ،
أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، ثم بعث فيهم محمداً رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فهذه النعمة
التي غيروها ، فلم يعرفوا ربها ، فغير الله ما بهم النعم ، فذلك قوله : ( حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ) [ آية : 53 ] .
الأنفال : ( 54 ) كدأب آل فرعون . . . . .
ثم قال : ( كدأب ( ، يعنى كأشباه ) ءال فرعون ( وقومه في الهلاك ببدر ،
)( والذين من قبلهم ( ، يعنى الذين قبل آل فرعون من الأمم الخالية ، ) كذبوا بئايت
ربهم ( ، يعنى بعذاب ربهم في الدنيا بأنه غير نازل بهم ، ) فأهلكنهم بذنوبهم ( ،