كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 27
بالله عز وجل ، نزلت بالبيداء في غزاة بدر قبل القتال ، وفيها ، وفيها تقديم .
الأنفال : ( 65 ) يا أيها النبي . . . . .
) يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ( ، يعنى حضض المؤمنين على القتال
ببدر ، ) إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا ( ، يعنى يقاتلوا ، ) مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ( ، يعنى يقاتلوا ، ) ألفا من الذين كفروا ( بالتوحيد ، كفار مكة
ببدر ، ) بأنهم قوم لا يفقهون ) [ آية : 65 ] الخير ، فجعل الرجل من المؤمنين ، يقاتل
عشرة من المشركين ، فلم يكن فرصة الله لا بد منه ، ولكن تحريض من الله ليقاتل الواحد
عشرة .
الأنفال : ( 66 ) الآن خفف الله . . . . .
فلم يطق المؤمنون ذلك ، فخفف الله عنهم بعد قتال بدر ، فأنزل الله : ( الئن خفف
الله عنكم ( ، يعنى بعد قتال بدر ، ) وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم ( عدة
) مائه ( رجل ) صابرة يغلبوا مائتين ( ، يعنى يقاتلوا مائتين ، ) وإن يكن منكم ألف (
رجل ) يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ) [ آية : 66 ] في النصر لهم على عدوهم ، فأمر الله أن يقاتل الرجل المسلم وحده رجلين من المشركين ، فمن أشره
المشركون بعد التخفيف ، فإنه لا يفادى من بيت المال إذا كان المشركون مثل المؤمنين ،
وإن كان المشركون أكثر من الضعف ، فإنه يفادى من بيت المال ، فينبغي للمسلمين أن
يقاتلوا الضعف من المشركين إلى أن تقوم الساعة ، وكانت المنزلة قبل التخفيف لا يفتدى
الأسير إلا على نحو ذلك .
الأنفال : ( 67 ) ما كان لنبي . . . . .
) ما كان لنبي ( من قبلك يا محمد ) أن يكون له أسرى حتى يثخن ( عدوه
) في الأرض ( ويظهر عليهم ، ) تريدون عرض الدنيا ( ، يعنى المال ، وهو الفداء من
منيع في ملكه ، ) حكيم ) [ آية : 67 ] في أمره ، وذلك أن الغنائم لم تحل لأحد من