كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 37
يعملُونَ ) [ آية : 9 ] ، يعنى بئس ما عملوا بصدهم عن الإسلام .
التوبة : ( 10 ) لا يرقبون في . . . . .
ثم أخبر أيضاً عنهم ، فقال : ( لا يَرقبونَ في مؤمن إِلا وَلا ذِمةً ( ، يعنى لا يحفظون في
مؤمن قرابة ولا عهداً ، ) وَأُولئكَ هُمُ المُعتدُونَ ) [ آية : 10 ] .
التوبة : ( 11 ) فإن تابوا وأقاموا . . . . .
يقول : ( فَإن تابُواْ ( من الشرك ، ) وأَقامُواْ الصَلوة وَءاتوا الزَّكوة ( ، أي أقروا
بإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ) فإخوانكُم في الدين ونُفصلُ ( ونبين ) الأيت لِقَومٍ يَعلَمُونَ ) [ الآية : 11 ] بتوحيد الله .
التوبة : ( 12 ) وإن نكثوا أيمانهم . . . . .
) وَإِن نكثُواْ أَيمنهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم ( ، يعنى نقضوا عهدهم ، وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
واعد كفار مكة سنتين ، وأنهم عمدوا فأعانوا كنانة بالسلاح على قتال خزاعة ، وخزاعة
صلح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فكان في ذلك نكث للعهد ، فاستحل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قتالهم ، فذلك قوله :
( وإِن نكثُوا أَيمنهُم ( ) وطَعَنُواْ في دِينكُم ( ، فقالوا : ليس دين محمد بشيء ،
)( فقَتلُواْ أَئمةَ الكُفرِ ( ، يعنى قادة الكفر كفار قريش : أبا سفيان بن حرب ،
والحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وعكرمة بن أبي جهل ، وغيرهم ، ) إِنهُم لاَ
أَيمَن لَهم ( ؛ لأنهم نقضوا العهد الذي كان بالحديبية ، يقول : ( لعلهُم ( ، يعنى لكي
) ينتهونَ ) [ آية : 12 ] عن نقض العهد ولا ينقضون .
تفسير سورة التوبة من الآية : [ 13 - 17 ]
التوبة : ( 13 ) ألا تقاتلون قوما . . . . .
ثم حرض المؤمنين على قتالهم ، فقال : ( أَلا تُقتلُونَ قَوماً نَكثُواْ أَيمنهُم ( ،
يعنى نقضوا عهدهم حين أعانوا كنانة بالسلاح على خزاعة ، وهم صلح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ،
)( وَهمُواْ بِإخراج الرَّسُول ( ، يعنى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من مكة حين هموا في دار الندوة بقتل
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، أو أو بوثاقه أو بإخراجه ، ) وَهُم بَدءوكُم أَول مَرَةٍ ( بالقتال حين

الصفحة 37