كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 39
التوبة : ( 16 ) أم حسبتم أن . . . . .
) أم حسبتم أن تتركوا ( على الإيمان ولا تبتلوا بالقتل ، ) ولما يعلم الله ( ، يعنى
ولما يرى الله ) الذين جهدوا ( العدو ) منكم ( في سبيله ، يقول : لا يرى جهادكم
حتى تجاهدوا ، ) ولم يتخذوا من دون الله ولا ( من دون ) رسوله ولا ( من دون
) المؤمنين وليجة ( يتولجها ، يعنى البطانة من الولاية للمشركين ، ) والله خبير بما تعملون ) [ آية : 16 ] .
التوبة : ( 17 ) ما كان للمشركين . . . . .
) ما كان للمشركين ( ، يعنى مشركى مكة ، ) أن يعمروا مسجد الله ( ، يعنى
المسجد الحرام ، ) شهدين على أنفسهم بالكفر ( ، نزلت في العباس بن عبد المطلب ،
وفي بنى أبي طلحة ، منهم : شيبة بن عثمان صاحب الكعبة ، وذلك أن العباس ، وشيبة ،
وغيرهم ، أسروا يوم بدر ، فأقبل عليهم نفر من المهاجرين ، فيهم على بن أبى طالب
والأنصار وغيرهم ، فسبوهم وعيروهم بالشرك ، وجعل علي بن أبى طالب يوبخ العباس
بقتال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبقطيعته الرحم ، وأغلط له القول ، فقال له العباس : ما لكم تذكرون
مساوئنا وتكتمون محاسننا ، قالوا : وهل لكم محاسن ؟ قال : نعم ، لنحن أفضل منكم أجراً ،
إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقى الحجيج ، ونفك العانى ، يعنى الأسير ،
فافتخروا على المسلمين بذلك ، فأنزل الله : ( ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله
شهدين على أنفسهم بالكفر ( .
) أولئك حبطت أعملهم ( ، يعنى ما ذكروا من محاسنهم ، يعنى بطلت أعمالهم في
الدنيا والآخرة ، يقول : ليس لهم ثواب في الدنيا ولا في الآخرة ؛ لأنها كانت في غير
إيمان ، ولو آمنوا لأصابوا الثواب في الدنيا والآخرة ، كما قال نوح ، وهود ، لقومه :
( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم ( بالمطر ) مدرارا ) [ هود :
[ 52 ] ، يعنى متتابعاً : ( ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار ) [ نوح : 12 ] ، فهذا في الدنيا لو آمنوا ، ثم قال : ( وفي النار هُم خَلدين (
[ آية : 17 ] لا يموتون .