كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 4
زهادة في الآخرة ، ولا جبناً عن العدو ، ولكن خفنا أن نعرى صفك ، فتعطف عليك خيل
المشركين ، رجالنهم ، فتصاب بمصيبة ، فإن تعط هؤلاء ما ذكرت لهم ، لم يبق لسائر
أصحابك كبير شيء ، فأنزل الله عز وجل : ( يَسئلُونكَ عن الأنفال ( ، يعني النافلة التي
وعدتهم ، يعني أبا اليسر ، اسمه كعب بن عمرو الأنصاري ، من بنى سلمة بن جشم ابن
مالك ، ومالك بن دخشم الأنصاري ، من بنى عوف بن الخزرج .
فأنزل الله عز وجل : ( قل ( لهم يا محمد : ( الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ( ، يقول : ليرد بعضكم على بعض الغنيمة ، ) وأطيعوا الله ورسوله ( في
أمر الصلح ) إن كنتم مؤمنين ) [ آية : 1 ] ، يعنى مصدقين بالتوحيد ، فأصلحوا .
تفسير سورة الأنفال من آيه [ 2 - 3 ] .
الأنفال : ( 2 ) إنما المؤمنون الذين . . . . .
ثم نعتهم ، فقال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم
ءايته ( في أمر الصلح ، ) زادتهم إيمانا ( ، يعني تصديقاً مع إيمانهم مع تصديقهم بما
أنزل الله عليهم قبل ذلك من القرآن ، ) وعلى ربهم يتوكلون ) [ آية : 2 ] ، يعنى وبه
يثقون .
الأنفال : ( 3 ) الذين يقيمون الصلاة . . . . .
ثم نعتهم ، فقال : ( الذين يقيمون الصلاة ( ، يعنى يتمون الصلاة ، ركوعها ،
وسجودها في مواقيتها ، ) ومما رزقنهم ( من الأموال ) ينفقون ) [ آية : 3 ] في طاعة
ربهم .
الأنفال : ( 4 ) أولئك هم المؤمنون . . . . .
) أولئك هم المؤمنون حقا ( ، لا شك في إيمانهم كشك المنافقين ، ) لهم ( بذلك
) درجت ( ، يعنى فضائل ) عند ربهم ( في الآخرة في الجنة ، ) ومغفرة (
لذنوبهم ، ) ورزق كريم ) [ آية : 4 ] ، يعني حسن في الجنة ، فلما نزلت هؤلاء
الآيات ، قالوا : سمعنا وأطعنا لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلم تقسم الغنيمة حتى رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
إلى المدينة ، فقسم بينهم بالسوية ، ورفع الخمس منه .
تفسير سورة الأنفال من آية [ 5 - 8 ] .

الصفحة 4