كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 42
التوبة : ( 25 ) لقد نصركم الله . . . . .
) لَقد نَصَركُمُ اللهُ في مَوطِنَ كَثيرةٍ ( ، يعنى يوم بدر ، ويوم قريظة ، ويوم النضير ،
ويوم خيبر ، ويوم الحديبية ، ويوم فتح مكة ، ثم قال : ( و ( نصركم ) ويوم حنين ( ، وهو واد بين الطائف ومكة ، ) إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ( ، يعنى برحبها وسعتها ،
)( ثم وليتم مدبرين ) [ آية : 25 ] لا تلوون على شيء ، وذلك أن المسلمين كانوا
يومئذ أحد عشر ألفاً وخمسمائة ، والمشركون أربعة آلاف ، وهوازن ، وثقيف ، ومالك بن
عوف النضرى على هوازن ، وعلى ثقيف كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقيفي ،
فلما التقوا قال رجل من المسلمين : لن نغلب اليوم من كثرتنا على عدونا ، ولم يستثن في
قوله ، فكره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قوله ؛ لأنه كان قال ولم يستثن في قوله .
فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وانهزم المشركون وجلوا عن الذراري ، ثم نادى المشركون تجاه
النساء : اذكروا الفضائح ، فتراجعوا وانكشف المسلمون ، فنادى العباس بن عبد المطلب ،
وكان رجلاً صبياً ثباتاً : يا أنصار الله وأنصار رسوله الذين آووا ونصروا ، يا معشر
المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة ، هذا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فمن كان له فيه حاجة فليأته ،
فتراجع المسلمون ، ونزلت الملائكة عليهم البياض على خيول بلق ، فوقفوا ولم يقاتلوا ،
فانهزم المشركون ،
التوبة : ( 26 ) ثم أنزل الله . . . . .
فذلك قوله : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ( ، يعنى الملائكة ، ) وعذب الذين كفروا ( بالقتل والهزيمة ،
)( وذلك ( العذاب ) جَزاءُ الكَفِرِينَ ) [ آية : 26 ] .
التوبة : ( 27 ) ثم يتوب الله . . . . .
) ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ( ، يعنى بعد القتل والهزيمة ، فيهديه
لدينه ، ) والله غفور ( لما كان في الشرك ، ) رحيم ) [ آية : 27 ] بهم في الإسلام .
تفسير سورة التوبة من الآية [ 28 - 29 ] .