كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 44
التوبة : ( 30 ) وقالت اليهود عزير . . . . .
) وقالت اليهود عزير ابن الله ( ، وذلك أن اليهود قتلوا الأنبياء بعد موسى ، فرفع
الله عنهم التوراة ، ومحاها من قلوبهم ، فخرج عزيز يسيح في الأرض ، فأتاه جبريل عليه
السلام ، فقال له : أين تذهب ؟ قال : لطلب العلم ، فعلمه جبريل التوراة كلها ، فجاء عزيز
بالتوراة غضاً إلى بنى إسرائيل فعلمهم ، فقالوا : لم يعلم عزير هذا العلم إلا لأنه ابن الله
فذلك قوله : ( وقالت اليهود عزير ابن الله ( ، ثم قال : ( وقالت النصارى المسيح ابن الله ( ، يعنون عيسى ابن مريم ، ) ذلك قولهم بأفواههم ( ، يقول : هم
يقولون بألسنتهم من غير علم يعلمونه ، ) يُضهِئونَ ( ، يعنى يشبهون ) قول الذين كفروا ( ، يعنى قول اليهود ) من قبل ( قول النصارى لعيسى إنه ابن الله ، كما
قالت اليهود عزير ابن الله ، فضاهأت ، يعنى أشبه قول النصارى في عيسى قول اليهود في
عزير ، ) قاتلهم الله ( ، يعنى لعنهم الله ) أنى يؤفكون ) [ آية : 30 ] ، يعنى
النصارى من أين يكذبون بتوحيد الله .
التوبة : ( 31 ) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم . . . . .
ثم أخبر عن النصارى ، فقال : ( اتخذُواْ أخبارَهُم ( ، يعنى علماءهم ،
)( ورهبانهم ( ، يعنى المجتهدين في دينهم أصحاب الصوامع ، ) أربابا ( ، يعنى
أطاعوهم ) من دون الله و ( اتخذوا ) والمسيح ابن مريم ( رباً ، يقول :
( وما أمروا ( ، يعنى وما أمرهم عيسى ، ) إلا ليعبدوا إلها واحدا ( ، وذلك
أن عيسى قال لبني إسرائيل في سورة مريم ، وفي حم الزخرف : ( إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) [ الزخرف : 64 ] ، فهذا قول عيسى لبني
إسرائيل ، ثم قال : ( لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) [ آية : 31 ] ، نزه
نفسه عما قالوا من البهتان .
التوبة : ( 32 ) يريدون أن يطفئوا . . . . .
ثم أخبر عنهم ، فقال : ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ( ، يعنى دين الإسلام
بألسنتهم بالكتمان ، ) ويأبى الله إلا أن يتم نوره ( ، يعنى يظهر دينه الإسلام ، ) ولو كره الكافرون ) [ آية : 32 ] أهل الكتاب بالتوحيد .