كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 482
النمل : ( 59 ) قل الحمد لله . . . . .
و ) قل ( يا محمد ) الحمد لله ( في هلاك الأمم الخالية ، يعنى ما ذكر في هذه
السورة من هلاك فرعون وقومه ، وثمود ، وقوم لوط ، وقل : الحمد لله الذي علمك هذا
الأمر الذي ذكر ، ثم قال : ( وسلم على عبادهِ الذين اصطفى ( يعنى الذين اختارهم الله
عز وجل لنفسه للرسالة ، فسلام الله على الأنبياء ، عليهم السلام ، ثم قال الله عز وجل :
( ءالله خيرُ أما يشركونَ ) [ آية : 59 ] له ، يقول : الله تبارك وتعالى أفضل أم الآلهة التي
تعبدونها ؟ يعنى كفار مكة كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إذا قرأ هذه الآية ، قال : ' بل ، الله خير وأبقى
وأجل وأكرم ' .
النمل : ( 60 ) أم من خلق . . . . .
) أَمن خلق السموات والأرض وأَنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ( يعنى
حيطان النخل والشجر ) ذات بهجة ( يعنى ذات حسن ) ما كان لكم ( يعنى
ما ينبغي لكم ) أن تنبتوا شجرها ( فتجعلوا اللآلهة نصيباً مما أخرج الله عز وجل لكم
من الأرض بالمطر ، ثم قال سبحانه استفهام : ( أَءلهٌ مع الله ( يعينه على صنعه جل
جلاله ، ثم قال تعالى : ( بل هم قوم يعدلون ) [ آية : 60 ] يعنى يشركون ، يعنى كفار
مكة .
النمل : ( 61 ) أم من جعل . . . . .
ثم قال سبحانه : ( أَمن جعل الأرض قراراً ( يعنى مستقراً لا تميد بأهلها ) وجعل
خلاها ( يعنى فجر نواحي الأرض ) أَنهراً ( فهي تطرد ، ) وجعل لها رواسي ( يعنى
الجبال ، فتثبت بها الأرض لئلا تزول بمن على ظهرها ، ) وجعل بين البحرين ( الماء
المالح والماء العذب ) حاجزا ( حجز الله عز وجل بينهما بأمره ، فلا يختلطان ، ) أَءلهُ مَع
الله ( يعينه على صنعه عز وجل ، ) بل أكثرهم ( يعنى لكن أكثرهم ، يعنى أهل مكة
) لا يعلمون ) [ آية : 61 ] بتوحيد ربهم .
النمل : ( 62 ) أم من يجيب . . . . .
) أَمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشفُ السوء ( يعنى الضر ) ويجعلكم خُلفاء
الأرض أَءلهٌ مع الله ( يعينه على صنعه ) قليلا ما تذكرون ) [ آية : 62 ] يقول : ما
أقل ما تذكرون
النمل : ( 63 ) أم من يهديكم . . . . .
) أَمن يهديكم في ظُلمات ( يقول : أم من يرشدكم في أهوال ) البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ( يقول : يبسط السحاب قدام المطر ،
كقوله في عسق : ( وينشر رحمته ( ، الشورى [ آية : 28 ] يعنى ويبسط رحمته بالمطر ،
)( أَءلهٌ مع الله ( يعينه على صنعه عز وجل ، ثم قال : ( تعالى الله ( يعنى ارتفع الله .