كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 5
الأنفال : ( 5 ) كما أخرجك ربك . . . . .
قوله : ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ( ، وذلك أن عير كفار قريش جاءت
من الشام تريد مكة فيها أبو سفيان بن حرب ، وعمرو بن العاص ، وعمرو بن هشام ،
ومخرمة بن نوفل الزهري ، في العير ، فبلغهم أن رسول الله [ ( صلى الله عليه وسلم ) ] يريدهم ، فبعثوا عمرو بن
ضمضم الغفاري إلى مكة مستغيثاً ، فخرجت قريش ، وبعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عدى بن أبي
الزغفاء عيناً على العير ؛ ليعلم أمرهم ، ونزل جبريل ، عليه السلام ، فأخبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعير
أهل مكة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحابه : ' إن الله يعدكم إحدى الطائفتين ، إما العير ، وإما
النصر والغنيمة ، فما ترون ؟ ' ، فأشاروا عليه ، بل نسير إلى العير ، وكرهوا القتال ، وقالوا :
إنا لم نأخذ أهبة القتال ، وإنما نفرنا إلى العير ، ثم أعاد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المشورة ، فأشاروا عليه
بالعير .
فقال سعد بن عبادة الأنصاري : يا رسول الله ، انظر أمرك فامض له ، فوالله لو سرت
بنا إلى عدن ما تخلف عنك رجل من الأنصار ، ففرح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، حتى عرف السرور في
وجهه ، فقال المقداد بن الأسود الكندي : إنا معك ، فضحك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقال لهم معروفاً ،
فأنزل الله عز وجل : ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ( ) وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ) [ آية : 5 ] للقتال ، فلذلك ) فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ( في أمر
الغنيمة ، فيها تقديم .
الأنفال : ( 6 ) يجادلونك في الحق . . . . .
ثم قال : ( يجدلونك في الحق بعدما تبين ( لهم أنك لا تصنع إلا ما أمرك الله ، ) كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ) [ آية : 6 ] .
الأنفال : ( 7 ) وإذ يعدكم الله . . . . .
) وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ( العير أو هزيمة المشركين وعسكرهم ، ) أنها

الصفحة 5