كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 50
التوبة : ( 46 ) ولو أرادوا الخروج . . . . .
ثم أخبر عن المنافقين ، فقال : ( ولو أرادوا الخروج ( إلى العدو ، ) لأعدوا له عدة ( ، يعنى به النية ، ) ولكن كره الله انبعاثهم ( ، يعنى خروجهم ،
)( فثبطهم ( عن غزاة تبوك ، ) وقيل اقعدوا ( ، وحياً إلى قلوبهم ، ) مع
القَعِدينَ ) [ آية : 46 ] ألهمو ذلك ، يعنى مع المتخلفين .
التوبة : ( 47 ) لو خرجوا فيكم . . . . .
) لو خرجوا فيكم ( ، يعنى معكم إلى العدو ، ) ما زادوكم إلا خبالا ( ، يعنى
عياً ، ) ولأ وضَعُواْ خلالكُم ( ، يتخلل الراكب الرجلين حتى يدخل بينهما ، فيقول ما
لا ينبغى ، ) يبغونكم الفتنة ( ، يعنى الكفر ، ) وفيكم ( معشر المؤمنين ، ) سمعُونَ
لهم ( من غير المنافقين ، اتخذهم المنافقون عيوناً لهم يحدثونهم ، ) واللهُ عَليمُ بِالظلِمينَ (
[ آية : 47 ] ، منهم : عبد الله بن أبى ، وعبد الله بن نبيل ، وجد بن قيس ، ورفاعة بن
التابوت ، وأوليس بن قيظى .
التوبة : ( 48 ) لقد ابتغوا الفتنة . . . . .
ثم أخبر عن المنافقين ، فقال : ( لقد ابتغوا الفتنة من قبل ( يعنى الكفر في غزوة
تبوك ، ) وقلبوا لك الأمور ( ظهراً لبطن كيف يصنعون ، ) حتى جاء الحق ( ،
يعنى الإسلام ، ) وظهر أمر الله ( ، يعنى دين الإسلام ، ) وهم كارهون ) [ آية :
48 ] للإسلام .
التوبة : ( 49 ) ومنهم من يقول . . . . .
) ومنهم ( ، يعنى من المنافقين ، ) من يقول ائذن لي ولا تفتني ( ، ولذلك أن
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أمر الناس بالجهاد إلى غزاة تبوك ، وذكر بنات الأصفر لقوم ، وقال : ' لعلكم
تصيبون منهن ' قال ذلك ليرغبهم في الغزو ، وكان الأصفر رجلاً من الحبش ، فقضى الله
له أن ملك الروم ، فاتخذ من نسائهم لنفسه ، وولدن له نساء كن مثلاً في الحسن ، فقال
جد بن قيس الأنماري ، من بني سلمة بن جشم : يا رسول الله قد علمت الأنصار
حرصي على النساء وإعجابي بهن ، وإني أخاف أن أفتتن بهن ، فأذن لي ولا تفتني ببنات
الأصفر ، وإنما اععتل بذلك كراهية الغزو ، فأنزل الله عز وجل : ( ومنهم ( ، يعنى من
المنافقين ، ) من يقول ائذن لي ولا تفتني ( ، يقول الله : ( ألا في الفتنةِ

الصفحة 50