كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 506
والخير فيما يرضى الله عز وجل ، ) كما أحسن الله إليك ولا تبغ ( بإحسان الله إليك
) الفساد في الأرض ( يقول : لا تعمل فيها بالمعاصي ، ) إن الله لا يحب المفسدين ) [ آية :
77 ] .
القصص : ( 78 ) قال إنما أوتيته . . . . .
فرد قارون على قومه حين أمروه أن يطيع الله عز وجل في ماله ، وفيما أمره أن يطيع
الله عز وجل في ماله ، وفيما أمره ، ف ) قال ( لهم ) إنما أوتيته ( يعنى إنما أعطيته
يعنى المال ) على علم عندي ( يقول : على خير علمه الله عز وجل عندي ، يقول الله عز
وجل : ( أولم يعلم ( قارون ) أن الله قد أهلك ( بالعذاب ) من قبله من القرون (
حين كذبوا رسلهم ) من هو أشد منه ( من قارون ) قوة ( وبطشاً ) وأكثر جمعا (
من الأموال ، منهم نمروذ الجبار وغيره ، ثم قال عز وجل : ( ولا يسئل عن ذنوبهم
المجرمون ) [ آية : 78 ] يقول : ولا يسأل مجرمو هذه الأمة عن ذنوب الأمم الخالية
الذين عذبوا في الدنيا ، فإن الله عز وجل قد أحصى أعمالهم الخبيثة وعلمها .
القصص : ( 79 ) فخرج على قومه . . . . .
) فخرج ( قارون ) على قومه في زينته ( قومه بني إسرائيل ، الزينة ، يعنى الشارة
الحسنة خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب عليه الأرجوان ، ومعه آلاف فارس
على الخيل عليهم وعلى دوابهم الأرجوان ، ومعه ثلاث مائة جارية بيض عليهن الحلي
والثياب الحمر على البغال الشهب ، فلما نظر المؤمنون إلى تلك الزينة والجمال ، ) قال
الذين يريدون الحيوة الدنيا ( وهم أهل التوحيد ) ياليت لنا مثل ما أُوتي ( يعنى مثل
ما أعطى ) قارون ( من الأموال ، ) إنه لذو حظ عظيم ) [ آية : 79 ] يقول : إنه لذو
نصيب وافر في الدنيا .
تفسير سورة القصص من الآية : [ 80 - 83 ] .
القصص : ( 80 ) وقال الذين أوتوا . . . . .
) وقال الذين أوتوا العلم ( بما وعد الله في الآخرة للذين تمنوا مثل مما أعطى قارون
) ويلكم ثواب الله خيرٌ لمن ءامن ( يعنى لمن صدق بتوحيد الله عز وجل ، ) وعمل

الصفحة 506