كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 508
القصص : ( 84 ) من جاء بالحسنة . . . . .
) من جاء بالحسنة ( يعنى بكلمة الإخلاص ، وهي لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ،
)( فله خير منها ( في التقديم ، يقول : فله منها خير ، ) ومن جاء بالسيئة ( يعنى الشرك
يقول : من جاء في الآخرة بالشرك ، ) فلا يجزى الذين عملوا السيئات ( يعنى الذين
عملوا الشرك ) إلا ما كانوا يعملون ) [ آية : 84 ] من الشرك ، فإن جزاء الشرك النار ،
فلا ذنب أعظم من الشرك ، ولا عذاب أعظم من النار .
حدثنا محمد ، قال : حدثنا أبو القاسم ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن علقمة بن
مرثد ، قال : ذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، هذه الآية : ( من جاء بالحسنة ( ) ومن جاء بالسيئة (
فقال : ' هذه تنجي وهذه تردى ' .
وقال مقاتل : إنه بلغه عن كعب بن عجرة ، قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( من جاء بالحسنة ( فهي لا إله إلا الله ، ) ومن جاء بالسيئة ( فهي الشرك ، فهذه تنجي ، وهذه
تردى ،
القصص : ( 85 ) إن الذي فرض . . . . .
قوله عز وجل : ( إن الذي فرض عليك القرآن ( وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خرج
من الغار ليلاً ، ثم هاجر من وجهه ذلك إلى المدينة ، فسار في غير الطريق مخافة الطلب ،
فلما أمن رجع إلى الطريق ، فنزل بالجحفة بين مكة والمدينة ، وعرف الطريق إلى مكة ،
فاشتاق إليها ، وذكر مولده ومولد أبيه ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فقال : ' أتشتاق إلى
بلدك ومولدك ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : نعم ، فقال : جبريل : إن الله عز وجل يقول : ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ( ، يعنى إلى مكة ظاهراً عليهم ، فنزلت هذه الآية
بالجحفة ليست بمكية ، ولا مدنية ) قل ربي أعلم من جاء بالهدى ( وذلك أن كفار مكة
كذبوا محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقالوا : إنك في ضلال ، فأنزل الله تبارك وتعالى في قولهم ) قل ربي أعلم من جاء بالهدى ( فأنا الذي جئت بالهدى من عند الله عز وجل ، ) و ( هو أعلم
) ومن هو في ضلال مبين ) [ آية : 85 ] يقول : أنحن أم أنتم .
القصص : ( 86 ) وما كنت ترجو . . . . .
) وما كنت ترجوا ( يا محمد ) أن يلقى إليك الكتاب ( يعنى أن ينزل عليك
القرآن يذكره النعم ، وقال : ما كان الكتاب ) إلا رحمة ( يعنى عز وجل نعمة ) من ربك ( اختصصت بها يا محمد ، وذلك حين دعى إلى دين آبائه ، فأوحى الله عز وجل
إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في ذلك ، فقال : ( فلا تكونن ظهيرا ( يعنى معيناً ) للكافرين ) [ آية :
86 ] على دينهم .
القصص : ( 87 ) ولا يصدنك عن . . . . .
) ولا يصدنك ( كفار مكة ) عن ءايات الله ( يعنى عن إيمان بالقرآن ) بعد إذ أنزلت إليك وادع ( الناس ) الي ( معرفة ) ربك ( عز وجل ، وهو التوحيد ، ثم أوعز إلى