كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 513
ثم استأنف ) ولئن جاء نصر من ربك ( على عدوك بمكة وغيرها ، إذا كان للمؤمنين
دولة ) ليقولن ( المنافقون للمؤمنين ) إِذا كنا معكم ( على عدوكم ، وإذا رأوا دولة
للكافرين شكوا في إيمانهم ، ) أو ليس الله ( يعنى عز وجل ، أو ما الله ) بأعلم بما في صدور العالمين ) [ آية : 10 ] من الإيمان والنفاق .
العنكبوت : ( 11 ) وليعلمن الله الذين . . . . .
) وليعلمن الله ( يعنى وليرين الله ) الذين ءامنوا ( يعنى صدقوا عند البلاء
والتمحيص ، ) وليعلمن ( يعنى وليرين ) المنافقين ) [ آية : 11 ] في إيمانهم ،
فيشكوا عند البلاء والتمحيص .
تفسير سورة العنكبوت من الآية : [ 12 - 15 ] .
العنكبوت : ( 12 ) وقال الذين كفروا . . . . .
) وقال الذين كفروا ( يعنى أبا سفيان ) للذين ءامنوا ( نزلت في عمر بن
الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وخباب بن الأرت ، رضي الله عنهم ، ختن عمر بن الخطاب ،
رضي الله عنه ، على أخته أم جميل ) اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ( ، وذلك أن أبا
سفيان بن حرب بن أمية ، قال لهؤلاء النفر : اتبعوا ملة آبائنا ، ونحن الكفلاء بكل تبعة من
الله تصيبكم ، وأهل مكة علينا شهداء ، فذلك قوله تعالى : ( ولنحمل خطاياكم ( ، يقول
الله عز وجل : ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) [ آية : 12 ]
فيما يقولون :
العنكبوت : ( 13 ) وليحملن أثقالهم وأثقالا . . . . .
) وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ( ، يعنى وليحملن أوزارهم التي عملوا ، وأوزاراً
مع أوزارهم ؛ لقولهم للمؤمنين : ( اتبعوا سبيلنا ( ) مع ( ، يعنى إلى أوزارهم التي عملوا
لأنفسهم ، ) وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) [ آية : 13 ] ، من الكذب ؛
لقولهم : نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله عز وجل .
العنكبوت : ( 14 ) ولقد أرسلنا نوحا . . . . .
) ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ( ، يدعوهم إلى
الإيمان بالله عز وجل ، فكذبوه ، ) فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ) [ آية : 14 ] يعنى
الماء طغى على كل شيء ، فأغرقوا .