كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 515
العنكبوت : ( 19 ) أو لم يروا . . . . .
) أَوَلَمْ يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده ( ، كما خلقهم ، يقول : أولم يعلم
كفار مكة كيف بدأ الله عز وجل خلق الإنسان من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ،
ثم عظاماً ، ثم لحماً ، ولم يكونوا شيئاً ، ثم هلكوا ، ثم يعيدهم في الآخرة ) ان ذلك على الله يسير ) [ آية : 19 ] ، يقول : إعادتهم في الآخرة على الله عز وجل هين .
العنكبوت : ( 20 ) قل سيروا في . . . . .
ثم قال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( قل ( لهم : ( سيروا في الأرض ( ؛ ليعتبروا في أمر البعث ، ) فانظروا كيف بدأ الخلق ( ، يعني خلق السماوات والأرض وما فيها من الخلق ؛ لأنهم
يعلمون أن الله عز وجل خلق الأشياء كلها ، ) ثم ( إن ) الله ينشئ النشأة الآخرة ( ،
يعنى بعيد الخلق الأول ، يقول : هكذا يخلق الخلق الآخر ، يعنى البعث بعد الموت كما بدأ
الخلق الأول ، إنما ذكر النشأة الآخرة ؛ لأنها بعد الخلق الأول ، ) إِن الله على كُل شيءٍ (
من البعث وغيره ) قدير ) [ آية : 20 ] .
العنكبوت : ( 21 ) يعذب من يشاء . . . . .
) يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون ) [ آية : 21 ] ، يعنى وإليه ترجعون بعد
الموت يوم القيامة فيجزيكم بأعمالكم ،
العنكبوت : ( 22 ) وما أنتم بمعجزين . . . . .
) وما أنتم بمعجزين ( ، يعنى كفار مكة
بمعجزين ، يعنى بسابقين الله عز وجل فتفوتوه ، ) في الأرض ( كنتم ، ) ولا في السماء ( ، كنتم أينما كنتم حتى يجزيكم بأعمالكم السيئة ، ) وما لكم من دون الله من ولي ( ، يعنى من قريب لينفعكم ، ) ولا نصير ) [ آية : 22 ] ، يعنى ولا مانع يمنعكم
من الله عز وجل .
تفسير سورة العنكبوت من الآية : [ 23 - 26 ] .
العنكبوت : ( 23 ) والذين كفروا بآيات . . . . .
) والذين كفروا بئايات الله ( ، يعنى بالقرآن ، ) ولقائه ( ، وكفروا بالبعث ،
)( أُولئك يئسوا من رحمتي ( ، يعنى من جنتي ، ) وَأُولئك لهم عذابُ أليم ) [ آية : 23 ] .
يعنى وجيعاً .
العنكبوت : ( 24 ) فما كان جواب . . . . .
ثم ذكر إبراهيم ، عليه السلام ، في التقديم ، قال : ( فما كان جواب قومه ( .
يعنى قوم إبراهيم ، عليه السلام ، حين دعاهم إلى الله عز وجل ونهاهم عن عبادة الأصنام .