كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 520
العنكبوت : ( 41 ) مثل الذين اتخذوا . . . . .
ثم قال عز وجل : ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ( يعنى الآلهة ، وهي
الأصنام اللات والعزى ومناة وهبل ، ) كمثل العنكبوت ( وذلك أن الله عز وجل
ضرب مثل الصنم في الضعف ، يعنى كشبه العنكبوت إذا ) اتخذت بيتا وإن أوهن (
يعنى أضعف ) البيوت ( كلها ) لبيت العنكبوت ( فكذلك ضعف الصنم هو
أضعف من بيت العنكبوت ) لو ( يعنى إن ) كانوا يعلمون ) [ آية : 41 ] ولكن
لا يعلمون .
العنكبوت : ( 42 ) إن الله يعلم . . . . .
ثم قال تعالى : ( إِن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء ( يعنى الأصنام ) وهو العزيز الحكيم ) [ آية : 42 ] يعنى العزيز في ملكه الحكيم في أمره .
العنكبوت : ( 43 ) وتلك الأمثال نضربها . . . . .
ثم قال عز وجل : ( وتلك الأمثال نضربها للناس ( يقول : وتلك الأشباه نبينها
لكفار مكة ، فيما ذكر من أمر الصنم ، ) وما يعقلها إلا العالمون ) [ آية : 43 ] يقول :
الذين يعقلون عن الله عز وجل الأمثال .
العنكبوت : ( 44 ) خلق الله السماوات . . . . .
) خلق الله السماوات والأرض بالحق ( لم يخلقهما باطلاً لغير شيء خلقهما لأمر هو
كائن ) إن في ذلك لآية للمؤمنين ) [ آية : 44 ] يقول : إن في خلقهما لعبرة
للمصدقين بتوحيد الله عز وجل .
العنكبوت : ( 45 ) اتل ما أوحي . . . . .
) اتل ما أوحي إليك من الكتاب ( يعنى اقرأ على أهل الكتاب ما أنزل إليك من
القرآن ، ثم قال تعالى : ( وَأَقِم ( يعنى وأتم ) الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء ( يعنى عن المعاصي ) والمنكر ( يعنى المنكر ما لا يعرف يقول : إن الإنسان
ما دام يصلي لله عز وجل ، فقد انتهى عن الفحشاء والمنكر لا يعمل بها ما دام يصلي
حتى ينصرف ، ثم قال عز وجل : ( ولذكر الله أكبر ( يعنى إذا صليت لله تعالى
فذكرته فذكرك الله بخير ، وذكر الله إياك أفضل من ذكرك إياه في الصلاة ، ) والله يعلم ما تصنعون ) [ آية : 45 ] في صلاتكم .

الصفحة 520