كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 521
تفسير سورة العنكبوت من الآية : [ 46 - 51 ] .
العنكبوت : ( 46 ) ولا تجادلوا أهل . . . . .
) ولا تجادلوا ( يعنى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحده ) أهل الكتاب ( البتة يعنى مؤمنيهم
عبد الله بن سلام وأصحابه ، ) إلا بالتي هي أحسن ( فيها تقديم ، يقول : جادلهم قل لهم
بالقرآن وأخبرهم عن القرآن ، نسختها آية السيف في براءة ، فقال تعالى : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) [ التوبة : 29 ] ) إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ( لهم
يعنى ظلمة اليهود ) ءامنا بالذي أُنزل إلينا ( يعنى القرآن ) وأنزل إليكم ( يعنى
التوراة ) و ( قولوا لهم : ( وإلهنا وإلهكم واحد ( ربنا وربكم واحد ) ونحن له مسلمون ) [ آية : 46 ] يعنى مخلصين بالتوحيد .
العنكبوت : ( 47 ) وكذلك أنزلنا إليك . . . . .
) وكذلك ( يعنى وهكذا ) أنزلنا إليك الكتاب ( كما أنزلنا التوراة على أهل
الكتاب ، ليبين لهم عز وجل يعنى ليخبرهم ، ثم ذكر مؤمني أهل التوراة عبد الله بن سلام
وأصحابه ، فقل سبحانه : ( فالذين ءاتيناهم الكتاب ( يعنى أعطيناهم التوراة ، يعنى ابن
سلام وأصحابه ) يؤمنون به ( يصدقون بقرآن محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أنه من الله عز وجل ، ثم
ذكر مسلمي مكة ، فقال : ( ومن هؤلاء من يؤمن به ( يعنى يصدق بقرآن محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أنه
من الله جاء ، ثم قال : ( وما يجحد بآياتنا ( يعنى آيات القرآن بعد المعرفة ، لأنهم
يعلمون أن محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) نبي ، وأن القرآن حق من الله عز وجل ، ) إلا الكافرون (
[ آية : 47 ] من اليهود .
العنكبوت : ( 48 ) وما كنت تتلو . . . . .
) وما كنت ( يا محمد ) تتلوا ( يعنى تقرأ ) من قبله ( يعنى من قبل القرآن
) من كتاب ولا تخطه بيمينك ( فلو كنت يا محمد نتلو القرآن أو تخطه ، لقالت اليهود
إنما كتبه من تلقاء نفسه ، و ) إذا لارتاب ( يقول : وإذاً لشك ) المبطلون ) [ آية :

الصفحة 521