كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 525
العنكبوت : ( 64 ) وما هذه الحياة . . . . .
ثم قال تعالى : ( وما هذه الحيوة الدنيا إلا لهو ولعب ( يعنى وباطلاً ) وإن الدار الآخرة ( يعنى الجنة ) لهي الحيوان ( يقول : لهي دار الحياة لا موت فيها ) لو كانوا يعلمون ) [ آية : 64 ] ولكنهم لا يعلمون .
العنكبوت : ( 65 ) فإذا ركبوا في . . . . .
) فإذا ركبوا في الفلك ( يعنى السفن ، يعنى كفار مكة يعظهم ليعتبروا ) دعوا الله مخلصين له الدين ( يعنى موحدين له بالتوحيد ) فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) [ آية :
65 ] فلا يوحدون كما يوحدونه عز وجل في البحر .
العنكبوت : ( 66 ) ليكفروا بما آتيناهم . . . . .
) ليكفروا بما ءاتيناهم ( يعنى لئلا يكفروا بما أعطيناهم في البحر من العافية حين
سلمهم الله عز وجل من البلاء وأنجاهم من اليم ، ) وليتمتعوا ( إلى منتهى آجالهم
) فسوف يعلمون ) [ آية : 66 ] هذا وعيد .
العنكبوت : ( 67 ) أو لم يروا . . . . .
) أولم يروا ( يعنى كفار مكة يعظهم ليعتبروا ) أَنا جعلنا حرماً ءامنا ويتخطف الناس
من حولهم ( فيقتلون ويسبون فادفع عنهم ، وهم يأكلون رزقي ويعبدون غيري ، فلست
أسلط عليهم عدوهم إذا أسلموا نزلت في الحارث بن نوفل القرشي ، نظيرها في ' طسم '
القصص ، ثم بين لهم ما يعبدون ، فقال سبحانه : ( أفبالباطل يؤمنون ( ؟ يعنى أفبالشيطان
يصدقون أن لله تعالى شريكاً ، ) وبنعمة الله ( الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من
خوف ) يكفرون ) [ آية : 67 ] فلا يؤمنون برب هذه النعمة ، فيوحدونه عز وجل .
العنكبوت : ( 68 ) ومن أظلم ممن . . . . .
ثم قال تعالى ذكره : ( ومن أظلم ( يقول : فلا أحد أظلم ، ) ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق ( يعنى بالتوحيد ) لما جاءه ( يعنى حين جاءه ، ثم قال تعالى :
( أليس في جهنم ( يقول : أما لهذا المكذب بالتوحيد في جهنم ) مثوى ( يعنى مأوى
) للكافرين ) [ آية : 68 ] بالتوحيد .
العنكبوت : ( 69 ) والذين جاهدوا فينا . . . . .
) والذين جاهدوا فينا ( يعنى عملوا بالخير لله عز وجل ، مثلها في آخر الحج ،
)( لنهدينهم سبلنا ( يعنى ديننا ) وإن الله لمع المحسنين ) [ آية : 69 ] لهم في العون لهم .
تم بحمد الله الجزء الثاني ، ويليه بإذن الله الجزء الثالث والأخير ، وأوله سورة الروم

الصفحة 525