كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)

صفحة رقم 63
[ 80 ] ، فقال عمر بن الخطاب : لا تستغفر لهم بعد ما نهاك الله عنه ، فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : ' يا
عمر ، أفلا استغفر لهم إحدى وسبعين مرة ' .
فأنزل الله عز وجل ) سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ) [ المنافقون : 6 ] من شدة غضبه عليهم ، فصارت
الآية التي في براءة منسوخة ، نسختها التي في المنافقين : ( أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ( .
التوبة : ( 81 ) فرح المخلفون بمقعدهم . . . . .
) فرح المخلفون بمقعدهم ( عن غزاة تبوك ، ) خِلَفَ رَسُول اللهِ ( وهم بضع
وثمانون رجلاً ، منهم من اعتل بالعسرة ، وبغير ذلك ، ) وكرهُواْ أن يجهدواْ بأمولهم وأنفسهم
في سَبيل اللهِ وقالُواْ ( بعضهم لبعض : ( لا تنفروا في الحر ( مع محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى غزاة تبوك
في سبعة نفر ، أبو لبابة وأصحابه ، قالوا بأن الحر شديد والسفر بعيد ، ) قل ( يا محمد :
( نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) [ آية : 81 ] ، في قراءة ابن مسعود : لو كانوا
يعلمون .
التوبة : ( 82 ) فليضحكوا قليلا وليبكوا . . . . .
) فليضحكوا ( في الدنيا ) قليلا ( ، يعنى بالقليل الاستهزاء ، فإن ضحكهم ينقطع ،
)( وليبكوا كثيرا ( في الآخرة في النار ندامة ، والكثير الذي لا ينقطع ، ) جزاء بما كانوا يكسبون ) [ آية : 82 ] .
التوبة : ( 83 ) فإن رجعك الله . . . . .
) فإن رجعك الله ( من غزاة تبوك إلى المدينة ، ) إلى طائفة منهم فاستئذنوكَ لِلخُروجِ
فَقُل لن تخرجواْ معي أَبداً ( في غزاة ، ) ولن تقتلوا معَي عدوا إنكم رضيتُم بالقعُودِ أولَ
مَرةٍ ( ، يعنى من تخلف من المنافقين ، وهى طائفة وليس كل من تخلف عن غزاة تبوك
منافق ، ) فاقعدوا ( عن الغزو ) مَعَ الخلفين ) [ آية : 83 ] ، منهم : عبد الله بن أبى ،
وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير .
التوبة : ( 84 ) ولا تصل على . . . . .
وذلك أن عبد الله بن أبى رأس المنافقين توفى ، فجاء ابنه إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : أنشدك

الصفحة 63