كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 2)
صفحة رقم 87
يونس : ( 19 ) وما كان الناس . . . . .
) وما كان الناس ( في زمان آدم ، عليه السلام ، ) إلا أمة واحدة ( ، يعنى ملة
واحدة مؤمنين لا يعرفون الأصنام والأوثان ، ثم اتخذوها بعد ذلك ، فذلك قوله :
( فاختلفوا ( بعد الإيمان ، ) ولولا كلمة سبقت من ربك ( قبل الغضب ،
لأخذناهم عند كل ذنب ، فذلك قوله : ( لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ) [ آية :
19 ] ، يعنى في اختلافهم بعد الإيمان .
يونس : ( 20 ) ويقولون لولا أنزل . . . . .
) ويقولون لولا ( ، يعنى هلا ) أُنزِلَ عَلَيهِ ءايَةٌ مِن رَّبِهِ ( مما سألوا ، يعنى في
بني إسرائيل ، ) وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) [ الإسراء :
90 ] ، يعنى لن نصدقك حتى تخرج لنا نهراً ، فقد أعيينا من ميح الدلاء من زمزم ومن
رءوس الجبال ، وإن أبيت هذا فلتكن لك خاصة ، ) جنة من نخيل ) [ الإسراء :
91 ] ، إلى قوله : ( كسفا ) [ الإسراء : 92 ] ، حين قال : ( إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ) [ سبأ : 9 ] ، يعني قطعاً ، ) أو تأتي بالله ( عياناً فننظر إليه ، ) والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف ( ، يعنى
من ذهب ، ) أو ترقى في السماء ( ، يعنى أو تضع سلماً فتصعد إلى السماء ، ) ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ) [ الإسراء : 92 ، 93 ] ، يقول : ولسنا
نصدقك ، حتى تأتي بأربعة أملاك ، يشهدون أن هذا الكتاب من رب العزة ، وهذا قول
عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة .
فأنزل الله في قوله : ( أو تأتي بالله ( عياناً فننظر إليه : ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ) [ البقرة : 108 ] ، إذ قالوا : ( أرنا الله جهرة (
[ النساء : 153 ] ، وأنزل الله فيها : ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة (
[ المُدثر : 52 ] ، لقوله : [ كِتَاباً نَقْرَؤُهُ ) ) وأنزل الله ( ( وَمَا مَنَعَنَا أن نُّرْسِلَ بِالآياتِ إلاَّ
إن كَذبَ بَهَا الأوَّلُونَ ) [ الإسراء : 59 ] لأني إذا أرسلت إلى قوم آية ، ثم كذبوا ، لم