كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 2)

يخفى
قال في الوثائق المجموعة ومن قام على من أحدث عليه بنيانا أضر به بقرب الفراغ منه فعليه اليمين أن سكوته حتى كمل البنيان لم يمكن على إسقاطه منه للواجب له في ذلك ويقطع الضرر
وفي أحكام ابن سهل في رجل له دار ظهرها في زقاق قوم غير نافذ ففتح الرجل باب داره إلى هذا الزقاق وبقي كذلك نحو ثلاثة أعوام ثم باع القوم دورهم فأراد مبتاعها إغلاق هذا الباب المحدث واحتج بأن ذلك قد كان للبائعين قبل القيام به وأنه قد حل محلهم فجاوبني ابن عتاب ليس للمبتاعين فيه كلام ولا اعتراض وإنما كان الكلام فيه للبائعين فإذا لم يفعلوا حتى باعوا فهو رضا منهم إن شاء الله
وروى ابن حبيب عن مطرف وابن الماجشون وأصبغ أنه لا كلام للمشتري في ذلك إلا أن يكون البائعون باعوا وقد خاصموا في ذلك
وفي وثائق ابن العطار المعروف أن للمبتاع القيام على محدث الضرر على الدار تباع وكأنه وكيل للبائع في ذلك
ا هـ
وقال فضل في مسألة ابن حبيب انظر هل يجوز هذا البيع على قول غير ابن القاسم على أن يكون على خصومة ا هـ من الشارح وفي ابن سلمون ومن أحدث عليه بناء فيه ضرر فسكت حتى فرغ ثم قام عليه فيه فعليه اليمين أن سكوته لم يكن منه رضا بإسقاط حقه فيه فإن باعه بعدما أحدث علمه الضرر ولم يقم به ولا تكلم فيه لم يكن للمبتاع القيام به فإن كان قد تكلم فيه وباعه وهو في الخصام فإن للمبتاع أن يتكلم فيه ويقوم بما كان للبائع أن يقوم به من ذلك
ا هـ وهو كلام الناظم حرفا حرفا ومانع الريح أو الشمس معا لجاره بما بنى لن يمنعا يعني أن من بنى بنيانا يمنع جاره الريح أو الشمس أو هما معا فإنه لا يمنع من ذلك
قال في المقرب قلت فلو بنى فمنعني بنيانه الشمس التي كانت تسقط في داري والريح فهل لي أن أمنعه من ذلك قال لا
ا هـ ومن المدونة قال مالك من رفع بنيانه فتجاوز بنيانا ليشرف عليه لم يمنع من رفع بنائه ومنع من الضرر به وإن رفع بنيانه
فسد على جاره كواه وأظلمت أبواب غرفه وكواها ومنعه الشمس أن ترفع في حجرته لم يمنع من هذا البنيان
قال ابن نافع يمنع من ضرره منع الضوء والشمس والريح
ا هـ فرع إذا كان البنيان يحبس الريح عن الأندر ففي الواضحة عن مطرف وابن الماجشون وأصبغ أنه لا يمنع من البنيان وجد عنده مندوحة أم لا
وسئل ابن القاسم فقال لا يجوز له أن يبني في موضع يبطل به أندر رجل قد تطاول انتفاعه به ودراسته فيه
قال ابن نافع وسواء احتاج صاحب البنيان إلى البنيان أو لم يحتج إليه ليس له أن يحدث على جار بنيانا يضره في أندره
ا هـ وعلى هذا اعتمده الشيخ خليل حيث قال لا مانع ضوء شمس وريح إلا الأندر قال الشارح إذا كان هذا هو المشهور وهو منع مانع الريح عن الأندر فمثله يكون الحكم في مانع الشمس التي هي نظير الريح عن مرج فصار الذي هو نظير الأندر
____________________

الصفحة 424