كتاب سنن سعيد بن منصور - ت الأعظمي - ط العلمية (اسم الجزء: 2)

بَابُ جَامِعِ الطَّلاَقِ.
2149- أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّ رَجُلاً كَانَتْ عِنْدَهُ يَتِيمَةٌ وَكَانَتْ تَحْضُرُ طَعَامَهُ ، فَخَافَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا عَلَيْهَا ، فَغَابَ الرَّجُلُ غَيْبَةً فَاسْتَعَانَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى الْجَارِيَةِ نِسْوَةً فَاضْطَبَنَّهَا لَهَا فَأَفْسَدَتْ عُذْرَتَهَا قَالَ : وَقَدِمَ الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَفْتَقِدُ الْجَارِيَةَ عِنْدَ مَائِدَتِهِ وَطَعَامِهِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ لاِمْرَأَتِهِ : مَا حَالُ فُلاَنَةَ لاَ تَحْضُرُ طَعَامِي ؟ قَالَتْ : دَعْ عَنْكَ فُلاَنَةَ ، قَالَ : مَا شَأْنُهَا ؟ قَالَتْ : إِنَّهَا فَجَرَتْ فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا حِينَ دَخَلَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكِ ؟ فَجَعَلَتْ تَبْكِي ، قَالَ : فَأَخْبِرِينِي ، فَأَخْبَرَتْهُ ، فَانْطَلَقَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى امْرَأَةِ الرَّجُلِ وَإِلَى النِّسْوَةِ ، فَلَمَّا أَتَيْنَهُ لَمْ يَلْبَثْنَ أَنِ اعْتَرَفْنَ بِمَا صَنَعْنَ ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : اقْضِ فِيهَا يَا حَسَنُ ، فَقَالَ : الْحَدُّ عَلَى مَنْ قَذَفَهَا ، وَالْعُقْرُ عَلَيْهَا وَعَلَى الْمُمْسِكَاتِ فَقَالَ عَلِيٌّ : لَوْ كُلِّفَتْ إِبِلٌ طَحِينًا لَطَحَنَتْ ، وَمَا يَطْحَنُ يَوْمَئِذٍ بَعِيرٌ.
2150- أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ ، أَخْبَرَنَا الشَّعْبِيُّ أَنَّ جِوَارِيَ أَرْبَعًا اجْتَمَعْنَ ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ : هِيَ رَجُلٌ ، وَقَالَتِ الأُخْرَى : هِيَ امْرَأَةٌ ، وَقَالَتِ الثَّالِثَةُ : هِيَ أَبُ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا رَجُلٌ ، وَقَالَتِ الرَّابِعَةُ : هِيَ أَبُ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا امْرَأَةٌ ، فَخَطَبَتِ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا أَبُو الرَّجُلِ إِلَى الأُخْرَى الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا أَبُو الْمَرْأَةِ ، فَزَوَّجُوهَا إِيَّاهَا ، فَعَمَدَتِ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا رَجُلٌ إِلَى الأُخْرَى فَأَفْسَدَتْهَا بِإِصْبَعِهَا ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، فَجَعَلَ الصَّدَاقَ عَلَيْهِنَّ أَرْبَاعًا ، وَأَلْغَى حِصَّةَ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا امْرَأَةٌ ؛ لأَنَّهَا أَمْكَنَتْ مِنْ نَفْسِهَا ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ ، فَقَالَ : لَوْ وُلِّيتُ أَنَا لَجَعَلْتُ الصَّدَاقَ عَلَى الَّتِي أَفْسَدَتِ الْجَارِيَةَ وَحْدَهَا.

الصفحة 85