كتاب تفسير عبد الرزاق (اسم الجزء: 2)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:

705 - نا مَعْمَرٌ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] , قَالَ: «الْقُرْبَةَ»
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

706 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَنَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: زَنَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ وَامْرَأَةٌ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ , فَإِنَّهُ نَبِيٌّ بُعِثَ بِتَخْفِيفٍ , فَإِنْ أَفْتَانَا بِفُتْيَا دُونَ الرَّجْمِ قَبِلْنَاهَا , وَاحْتَجَجْنَا بِهَا عِنْدَ اللَّهِ , وَقُلْنَا: فُتْيَا نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِكَ , فَقَالَ: فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي أَصْحَابِهِ , فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا تَرَى فِي رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْهُمْ زَنَيَا , فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى أَتَى بَيْتَ مِدْرَاسِهِمْ , فَقَامَ لَهُمْ عَلَى الْبَابِ , فَقَالَ: «§أُشْهِدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَا إِذَا أُحْصِنَ؟» , فَقَالُوا: يُحَمَّمُ وَيُجَبَّهُ , -[18]- قَالُوا: وَالتَّجْبِيَةُ أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِيَانِ عَلَى حِمَارٍ , وَتُقَابَلَ أَقْفِيَتُهُمَا وَيُطَافُ بِهِمَا , قَالَ: وَسَكَتَ شَابٌّ مِنْهُمُ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَتَ أَلَظَّ بِهِ النَّشْدَةَ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِذَا نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا أَوَّلُ مَا ارْتَخَصْتُمْ أَمْرَ اللَّهِ؟» قَالَ: زَنَا رَجُلٌ ذُو قَرَابَةٍ مِنْ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِنَا , فَأَخَّرَ عَنْهُ الرَّجْمَ , ثُمَّ زَنَى رَجُلٌ آخَرُ فِي أَثَرَةٍ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ رَجْمَهُ فَحَالَ قَوْمُهُ دُونَهُ , وَقَالُوا: لَا تَرْجِمْ صَاحِبَنَا حَتَّى تَجِيءَ بِصَاحِبِكَ فَتَرْجُمُهُ فَأَصْلَحُوا هَذِهِ الْعُقُوبَةَ بَيْنَهُمْ , وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنِّي أَحْكُمُ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ» , فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا , قَالَ الزُّهْرِيُّ فَبَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنَوُرٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} [المائدة: 44] فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ

الصفحة 17