كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 2)

فمن ذلك قوله يخاطب السلطان أمير المسلمين، وقد أمر له بكسوة:
[الطويل]
منحت منحت النّصر والعزّ والرضا ... ولا زلت بالإحسان منها «1» مقرّضا
ولا زلت للعليا جنى ومكارما «2» ... وللأمر، للملك «3» العزيز، مقيّضا
ولا زالت الأملاك باسمك تتّقى ... وجيشك وفرا يملأ الأرض والفضا
ولا زلت ميمون النّقيبة ظافرا ... مهيبا ووهّابا وسيفك منتضى
تقرّ به الدّين الحنيف وأهله ... وتقمع جبّارا وتهلك مبغضا
وصلت شريف البيت من آل هاشم ... وخوّلته أسنى مراد ومقتضى
وجدت بإعطاء اللّجين وكسوة ... ستكسى بها «4» ثوبا من النور أبيضا
وما زالت الأنصار تفعل هكذا ... فعال «5» عليّ في الزمان الذي مضى
هم نصروا الهادي وآووا وجدّلوا ... بحدّ ذباب السيف من كان معرضا
فخذ ذا أبا الحجاج من خير مادح ... لخير مليك في البريّة مرتضى
فقد كان قبل اليوم غاض قريضه ... فلمّا رأى الإحسان منك تفيّضا
ونظم الفتى يسمو على قدر ما يرى ... من الجود مهما ينقضي نيله انقضى
ومن حكم القول اللهى متح اللهى ... ومن مدح الأملاك يرجو التّعرّضا
فلا زال يهديك الشريف قصائدا ... ينال بها منك المودة والرضى
وقال يخاطب من أخلفته بوارق الأمل فيه، وخابت لديه وسائل قوافيه:
[البسيط]
الشّعر أسنى كلام خصّ بالعرب ... والجود في كل صنف خير مكتسب
وأفضل الشعر أبيات يقدّمها ... في صدر حاجته من كان ذا أدب
فما يوفّي كريم حقّ مادحه ... لو كان أولاه ما يحويه من نشب
المال يفنى إذا طال الثواء به ... والمدح يبقى مدى الأزمان والحقب
وقد مدحت لأقوام ذوي «6» حسب ... فيما ظننت وليسوا من ذوي حسب

الصفحة 372