كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 2)

لكنّ حسبي إن متتّ به ... يوما إليك ودادي البحت
بوركت من رجل برؤيته ... يوسى الضّنى ويعالج الغتّ «1»
لو سار في بهماء مقفرة ... في حيث لا ماء ولا نبت
لتفجّر الماء النّمير بها ... ولأعشبت أرجاؤها المرت
لا تحسبنّ البخت نيل غنى ... نيل الرضا منه هو البخت
آلت جلالته وحقّ لها ... أن لا يحيط بكنهها نعت
أظهرت دين الله في زمن ... ما زال يغلب حقّه البهت
شيّدته وهددت ممتعضا ... لضياعه ما شيّد الجبت «2»
أمّنت أرض المسلمين فلا ... ذئب يخاف بها ولا لصت «3»
وحفظتها من كل نائبة ... تخشى فأنت حفيظها الثّبت
ونهجت سبل «4» المكرمات فما ... لمؤمّل عن غايه ألت «5»
لم تبق غفلا من متالعها ... إلّا وفيه لحائر برت «6»
هادن طغاة الكفر ما هدأت ... حتى يجيء نهارها المحت «7»
دعها تودّع في معاقلها ... ما لم تعدّ جفاتها العفت «8»
كم ذدتها عنّا وقد هبرت ... لهراشنا أشداقها الهرت «9»
بوقوف طرفك عند شدّته ... يبأى ويفخر ملكها الرّتّ «10»
والشّكر «11» ما أظهرت من كرم ... في ذاك تفصح عجمها المرت
لك من ممالكها وإن رغمت ... ما جال فيه جوادك الحتّ «12»
ولكلّ أصيد من بطارقها ... في كلّ أري له دعت «13»

الصفحة 392