كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 2)

كأنه الدهر وأيّ امرئ ... يبقى على حال «1» إذا الدهر حال
أما تراني آخذا ناقضا ... عليه ما سوّغني من محال؟
ولم أكن قطّ له عائبا ... كمثل ما عابته قبلي رجال
يأبى ثراء المال علمي، وهل ... يجتمع الضّدّان: علم ومال؟
وتأنف الأرض مقامي بها ... حتى تهاداني ظهور الرجال «2»
لولا بنو زيّان ما لذّ لي ال ... عيش ولا هانت عليّ اللّيال
هم خوّفوا الدهر وهم خفّفوا ... على بني الدهر «3» خطاه الثّقال
ورثت «4» من عامرهم سيّدا ... غمر رداء الحمد عمر «5» النّوال
وكعبة للجود منصوبة ... يسعى إليها الناس من كل حال «6»
خذها أبا زيّان من شاعر ... مستملح النّزعة عذب المقال
يلتفظ الألفاظ لفظ النّوى ... وينظم الآلاء نظم اللآل
مجاريا مهيار «7» في قوله ... (ما كنت لولا طمعي في الخيال)
ومما قال أيضا، واشتمل ذلك على شيء من نظمه ونثره، وهذا الرجل مغرب النزعة، في شفوف نظمه على نثره «8» : [الكامل]
عجبا لها أيذوق طعم وصالها ... من ليس يطمع «9» أن يمرّ ببالها؟
وأنا الفقير إلى تعلّة ساعة ... منها، وتمنعني زكاة جمالها
كم ذاد عن «10» عيني الكرى متأنف «11» ... يبدو ويخفى في خفيّ مطالها

الصفحة 398