كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 2)

إذا كنت فيهم ثاويا كنت سيّدا ... وإن غبت عنهم لم تنلك المظالم
أولئك صحبي، لا عدمت حياتهم ... ولا عدموا السّعد الذي هو دائم!
أغنّي بذكراهم وطيب حديثهم ... كما غرّدت فوق الغصون الحمائم
ومن شعره يتشوّق إلى تلك الديار، ويتعلل بالتذكار، قوله «1» : [الوافر]
أحبّتنا بمصر لو رأيتم ... بكائي عند أطراف النهار
لكنتم تشفقون لفرط وجدي ... وما ألقاه من بعد المزار «2»
ومن شعره: [الطويل]
تغنّى حمام الأيك يوما بذكرهم ... فأطرب حتى كدت من ذكرهم أفنى
فقلت: حمام الأيك لا تبك جيرة ... نأوا «3» وانقضت أيام «4» وصلهم عنّا
فقال ولم يردد جوابا لسائل ... ألا ليتنا كنا جميعا بذا حقنا «5»
ومن جيد شعره الذي أجهد فيه قريحته، قوله يمدح السلطان المعظم أبا الحسن في ميلاد عام سبعة وأربعين وسبعمائة: [الطويل]
تقرّ ملوك الأرض أنّك مولاها ... وأنّ الدّنا وقف عليك قضاياها
ومنها:
طلعت بأفق الأرض شمسا منيرة ... أنار على كل البلاد محيّاها
حكيت لنا الفاروق «6» حتى كأننا ... مضينا «7» بعين لا نكذّب رؤياها
وسرت على آثاره خير سيرة ... قطعنا بأنّ الله ربّك يرضاها
إذا ذكرت سير الملوك بمحفل ... ونادى بها النّادي وحسّن دنياها
فجودك روّاها وملكك زانها ... وعدلك زانها «8» وذكرك حلّاها
وأنت لها كهف حصين ومعقل ... تلوذ بها أولى الأمور وأخراها

الصفحة 419