كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
بالنشاب، ثم وثب عَلَيْهِ فأخذ بمشفره، فاجتذبه جذبة حَتَّى جثا [1] الفيل، ثم احتز [2] رأسه وذهب بِهِ. فأخبر الرسول الملك [3] بما جرى، فحباه مالا عظيما، وسأل عَنْ أمره فَقَالَ بهرام: أنا رجل من عظماء الفرس، سخط علي ملك فارس فهربت منه إِلَى جوارك [4] .
ثم إن عدوا لذلك الملك خرج عَلَيْهِ، فعزم الملك عَلَى الخضوع [له] [5] ، فنهاه بهرام، وخرج فقاتله، فانصرف محبورا [6] ، فأنكحه الملك ابنته، ونحله الديبل ومكران وما يليها من أرض السند، وأشهد له شهودا بذلك [7] ، فأمر بتلك البلاد/ فضمت إِلَى أرض [8] العجم، فانصرف بهرام مسرورا [9] .
ومضى بهرام إِلَى بلاد السودان من ناحية اليمن، فأوقع [10] بهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وسبى منهم خلقا، ثم انصرف إِلَى مملكته [11] .
فصل
[12] وكان لبهرام ولد قد رسمه للأمر بعده، فرآه ناقص الهمة، فوكل من يؤدبه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم التنوخي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الرحيم المازني قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بْن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْن مُحَمَّد أَبُو ناظرة السدوسي قال: حدّثني
__________
[1] «حتى جثا» سقطت من ت، ومكانها: «لها» . فتكون العبارة في ت: «فاجتذبه جذبة لها الفيل» .
[2] في ت: «اجتز» .
[3] في الأصل، ت: «فأخبر الملك رسوله بما جرى» .
[4] تاريخ الطبري 2/ 78، 79.
[5] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[6] في ت: «مجبورا» .
[7] في ت: وأشهد له على ذلك شهود» .
[8] في ت: «إلى الأرض العجم» .
[9] تاريخ الطبري 2/ 79.
[10] في الأصل: «فوقع بهم» .
[11] تاريخ الطبري 2/ 80.
[12] بياض مكان «فصل» في النسخة ت.